المقالات

منتخبنا وطلاب الدور الثاني؟!

بتنا في كل مرة يشارك فيها منتخبنا الوطني في أي بطولة، سواء أكانت خليجية أو عربية أو قارية، نشعر بتوتر وخوف مريب، أقرب ما يكون إلى خوف وتوتر الطالب الذي يدخل اختبارات الدور الثاني، لأنه يعلم أنه أمام محاولة أخيرة لإنقاذ مستقبله، الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من لقب (طالب معيد للسنة)، حيث تبدأ تدور في ذهنه عشرات الأسئلة مثل: هل ستأتي الأسئلة صعبة أم سهلة؟! وهل سيساعدني مراقب الاختبار ومعلم المادة، أم أن الأمور ستكون معقدة؟! وهل سأنجح أم أنني سأفقد كل شيء؟
وقياساً على تلك الحالة النفسية التي يمر بها ذلك الطالب، فإن البعض بات يرى أن مشاركات منتخبنا الأول لكرة القدم أصبحت شبيهة باختباراته في الدور الثاني، مع فارق أن الطالب قد تشمله رحمة معلمه فينجح ويصعد إلى مرحلة جديدة، أما منتخبنا، فإنه أصبح قريباً من إعادة السنة بأكملها، خاصة إذا ما علمنا بأن المنتخبات التي سيواجهها في الدور الثاني، الذي سيعقد بعد حوالي ثلاثة أشهر، لن يكونوا رحماء، وسيدخلون المباريات بخطط وتكتيكات واستعدادات بدنية وذهنية عالية، لا سيما وأن فرصة النجاح في الدور الثاني متاحة للجميع، لذلك فإن كل ما نخشاه أن تتكرر الأحداث وندخل نحن الدور الثاني بخطة: “طقها والحقها”، فيتكرر ذلك الواقع المرير الذي عايشناه مؤخراً في اختبارات الدور الأول.
وعطفاً على ما سبق، فإننا أصبحنا بحاجة ماسة إلى منهج دراسي جديد لمنتخبنا، يعتمد على أسس أكثر صلابة، وخطط أكثر دقة، وأن نبتعد عن تلك الأسطوانة التي نسمعها بعد كل خسارة لمنتخبنا، حيث تبدأ التصريحات الوردية والتخديرية للجماهير مثل: لا زالت لدينا فرصة، ويجب أن نثق بأنفسنا، وسنبدأ التحضير للبطولة القادمة، ثم لا نرى إلا معسكرات مكثفة أشبه ما تكون بتلك الملخصات في ليلة الامتحان، واجتماعات مغلقة تذكرنا بالاستماع للنصائح التي يتلقاها طالب الدور الثاني في اللحظات الأخيرة، والتي غالباً ما تكون بعيدة كل البعد عن الواقع المؤلم لعبارة (أنت معيد)!
وختام حسرتنا، فإننا بتنا ندرك أن الشيء الوحيد الثابت في منتخبنا هو حب الجماهير له رغم كل الخيبات، وكل الحسرات التي تلقوها في السنوات الأخيرة، لأن عشقهم للون الأخضر ليس حباً للكرة فقط، إنما هو انتماء وولاء وطني يتذكرون من خلاله ذلك الماضي المشرق، الذي حقق فيه منتخبنا الأول انتصارات كبيرة هزّت عروش أقوى المنتخبات العالمية، وجعلتهم يعملون لأخضرنا ألف حساب قبل أي مواجهة معه، لذلك فإننا كجماهير سنبقى رافعين أعلامنا، مشجعين ومرددين بأعلى صوت: العب يا الأخضر العب، شوت لا تخلي فرصة تفوت، ومنتظرين لمعجزة قد تحدث في قادم الأيام، تكون سبباً بعد الله عز وجل في نجاح منتخبنا في الدور الثاني، حتى ولو كان بتقدير مقبول!
وخزة قلم:
النجاح لا يأتي بالتمنيات، والدور الثاني ليس مخرجاً دائماً من الفشل.

عبدالرحمن العامري

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى