
في وقت تتسارع فيه خطى المملكة العربية السعودية نحو بناء اقتصاد معرفي متنوع، يبرز التصميم كمجال استراتيجي يعكس الهوية الثقافية ويترجم الرؤية الوطنية إلى منتجات ملموسة. ومن بين التخصصات الواعدة التي تتقاطع مع هذه التطلعات، يبرز “تصميم المنتجات” بوصفه لغة المستقبل، وأداة حضارية تعبّر عن الإنسان والمكان والرسالة.
في جامعة أم القرى، وتحديدًا في كلية التصاميم والفنون، لا يُنظر إلى التصميم بوصفه ممارسة جمالية فحسب، بل كرسالة أكاديمية ووطنية تسهم في بناء الوعي، وتمكين المرأة السعودية، ورفد سوق العمل بكفاءات قادرة على الابتكار، والإنتاج، والمنافسة.
في هذا الحوار الخاص، تحدثنا مع أ.د. هنادي محمد قمرة، رئيسة قسم التصميم الداخلي، حول ملامح هذا التخصص، ودوره في دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، وكيف تتحوّل قاعات الدرس إلى منصات للإبداع، وأعمال الطالبات إلى منتجات تروي حكاية الوطن بروح عصرية.
حوار يأخذنا إلى قلب “تصميم المنتجات” كما يُدرّس ويُصنع في جامعة أم القرى، حيث تبدأ الحكاية… وتنطلق الرؤية.
س: ماذا يعني التصميم بالنسبة لكم في برنامج تصميم المنتجات؟
ج: التصميم لدينا لا يُختزل في ألوان وخطوط وأشكال، بل هو فكرة وهوية ورسالة. كل منتج تصممه الطالبة يجب أن يحكي قصة، ويعكس روح الوطن، ويترجم تنوعه الثقافي وعمقه الجمالي. نحن نعلّم الطالبات كيف يبتكرن من الداخل، لا فقط من الخارج.
س: ما هي الرسالة التي يحملها برنامج تصميم المنتجات في جامعة أم القرى؟
ج: نحن لا نقدم مجرد تخصص أكاديمي، بل نفتح بابًا واسعًا للطالبات ليكنّ شريكات في صياغة المستقبل. نؤمن بأن التصميم هو لغة جديدة تُكتب بأيدي المصممات، وتُستخدم للتعبير عن هوية الوطن واحتياجاته الاجتماعية والثقافية.
س: كيف تُربط المقررات الدراسية بالواقع المجتمعي والبيئي؟
ج: نُدرّب الطالبات على فهم الواقع المحلي والبعد الثقافي والاجتماعي للمنتج. نحرص على أن يكون كل تصميم نابعًا من حاجة حقيقية، ويحترم السياق البيئي، ويوازن بين الجمال والوظيفة. نحن نغرس فيهن وعيًا بأن التصميم مسؤولية، وليس ترفًا بصريًا.
س: كيف يسهم الكادر الأكاديمي في بناء تجربة الطالبة؟
ج: أعضاء هيئة التدريس يتجاوزون دور المعلّم إلى دور الموجّه والداعم والملهم. يبذلون جهدًا كبيرًا لتغذية الإبداع وتوجيهه، وتعليم الطالبات كيف يحوّلن الشغف إلى مشاريع ذات أثر مجتمعي وثقافي ملموس.
س: ما علاقة برنامج تصميم المنتجات برؤية المملكة 2030؟
ج: البرنامج يسهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 من خلال تمكين المرأة، وتوطين قطاع التصميم والإبداع، وربط الإنتاج المعرفي بالاحتياج المجتمعي. نحن نُعدّ خريجات قادرات على العمل في ميادين التصميم المحلي والعالمي، بما يسهم في تنمية الاقتصاد الإبداعي وتعزيز الهوية الوطنية.
كما أننا نعمل على اكتشاف وصقل الكفاءات الوطنية في سن مبكرة، وتأهيلهن ليكنّ عناصر فعّالة في القطاع الخاص والقطاع الحكومي، وحتى في ريادة الأعمال.
س: ما الذي يميز خريجة برنامج تصميم المنتجات؟
ج: خريجتنا ليست مصممة فقط، بل راوية حكاية وطن. لديها القدرة على ترجمة القيم الجمالية والثقافية إلى منتج عملي وملهم. تخرج وهي تملك المهارة، والفكر، والقدرة على أن تترك أثرًا في السوق المحلي والدولي، وتصنع فارقًا في كل مساحة تدخلها.
س: كيف ترون مستقبل برنامج تصميم المنتجات؟
ج: نحن نؤمن بأن البرنامج سيكون ركيزة أساسية في مستقبل التصميم بالمملكة. ما نغرسه اليوم من فكر ومهارة سنراه غدًا في المعارض، وفي الأسواق، وفي المنازل، وربما في متاحف التصميم العالمية. تطور القسم سيواكب تطور المملكة، وسيكون له حضور فاعل في تحقيق تطلعاتها الإبداعية والثقافية.
س: ما هي الرسالة الختامية التي تودون إيصالها؟
ج: نحن لا نُعلّم التصميم كمهارة فقط، بل نُعلّمه كفكر ورؤية ورسالة. قسم تصميم المنتجات هو مساحة لبناء الوعي قبل بناء المنتج، لتنشئة جيل من المصممات يحملن هوية الوطن، ويُعبّرن عنها بأدوات العصر.
في برنامجنا … تبدأ الحكاية، وتنطلق الرؤية