إذا لعب الهلال فخبروني … فإن الفن منبعه الهلال
هكذا وصف شاعر النشيد الوطني، الشاعر المكي الأستاذ إبراهيم خفاجي، فريق الهلال السعودي لكرة القدم. فأصبح هذا البيت من الشعر يردده الناس عبر السنين كلما ذُكر فريق الهلال.
للتاريخ والرياضيات والهندسة، أقر وأعترف، وأنا بكامل قواي العقلية، بميولي الاتحادية، غير أني أعشق اللعب الجميل. لا تزال في الذاكرة أيام البعثة؛ كنت أحد لاعبي فريق كلية العلوم بجامعة ويلز، وكنت من أبرز اللاعبين في الفريق، وانتشر اسمي «أبو» — وهو الاسم الذي كانوا يطلقونه علي — لدرجة أن مالك أحد أندية كرة القدم في المدينة طلب مني الانضمام إلى فريقه بعقد مغرٍ سبق أن كشفت عنه في مقال سابق.
ما علينا، نرجع للزعيم الهلالي…
في مباراة أدهشت العالم كله، في مونديال كأس العالم للأندية المقام حاليًا في أمريكا، تمكن فريق الهلال السعودي من الفوز على فريق يُعتبر من أعرق الأندية الإنجليزية بل وحتى أندية العالم، وهو فريق مانشستر سيتي لكرة القدم، الذي تأسس عام 1880 وغريمه التقليدي في نفس المدينة فريق مانشستر يونايتد الذي تأسس عام 1878م، تحت اسم نادي نيوتن هيث، ومن ثم تغير اسمه ليصبح مانشستر يونايتد، ويلعب مبارياته على ملعب “أولد ترافورد” الجميل في ضاحية مدينة مانشستر منذ عام 1910، وقد سبق أن زرته أكثر من مرة بصحبة أبنائي.
لفريق مانشستر سيتي الملايين من المعجبين، ويلعب فيه كثير من نجوم العالم، ومع ذلك لم يشفع له كل ذلك أمام فريق الهلال السعودي الذي تغلب عليه بنتيجة كبيرة: ٤ أهداف مقابل ٣ أهداف.
تابعت القنوات الرياضية الإنجليزية الشهيرة وعددًا من المعلقين والنقاد الرياضيين فيها. الغريب أنه لم يستغرب أحد منهم فوز ممثل الوطن الهلال السعودي، بل إن الكثير منهم أشاد بالمملكة العربية السعودية وما تشهده من حراك في جميع المجالات، وأبرزها مجال الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص. والدليل أن معظم نجوم العالم الذين يتابعهم الملايين من العشاق باتوا يلعبون في الدوري السعودي، الذي أصبح من أقوى دوريات كرة القدم في العالم — والكلام لمعلقين إنجليز في القنوات الرياضية الإنجليزية — وذكروا أسماء من أشهر لاعبي العالم المشاركين في الدوري السعودي، منهم بنزيمة ورونالدو وغيرهم.
أصبح، ولله الحمد، اسم المملكة يتردد في المحافل الدولية، لأن كرة القدم في عالم اليوم أصبحت قوة ناعمة تستخدمها الدول في التأثير على الآخرين وجذبهم من خلال وسائل غير قسرية، مثل الثقافة، والقيم، والرياضة، والسياسات الخارجية. ويُعتبر هذا المفهوم جزءًا من العلاقات الدولية، ويُستخدم لوصف كيفية تأثير الدول على بعضها البعض من خلال الجاذبية بدلاً من الإكراه.
وأول من صاغ مفهوم «القوة الناعمة» هو البروفيسور جوزيف ناي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد.
فهنيئًا للوطن بممثل الوطن: الزعيم الهلالي.