المقالات

الخادمة – إنسانة – مع وقف التنفيذ ….

همّت العائلة بالدخول لأحد المطاعم في مدينة الخبر ، وقبل الدخول ، طلبت الزوجة من الخادمة ، الأنتظار خارج المطعم . كنت أراقب المشهد مع زوجتي لقرب طاولتنا من مدخل ذلك المطعم . ظلت الخادمة وهي في حالة انكسار، تراقب العائلة من خلف الزجاج ، وهم يتناولون ما لذ وطاب من المأكولات . يتبادلون المزاح ويوزعون الأبتسامات على موظفي الخدمة . ربما نسوا أن هناك إنسانة ترافقهم ، بل وتراقبهم .

قالت لي زوجتي أنها لم تتألم في أي يوم من الأيام ، قدر ما تألمت من هذا الموقف . وأكملت بأن السعوديين بشكل عام ، والعائلات بشكل خاص ، يمتازون بالكرم والشهامة واحترام الصغير قبل الكبير حتى وهم لا يعرفونهم . فما بال هذه العائلة تتصرف بهذه الطريقة المهينة والموجعة !! .

استمر المشهد لما يقارب الساعتين . هم داخل المطعم وقد انتهوا من أكلهم ، وتناولوا الحلويات والآيسكريم ، وختموها بالقهوة أو الشاي الأخضر كي يهضموا ما دخل في بطونهم من خيرات الله ونعمه ، بينما أستمر حال الخادمة على ما هو عليه . انتظار وانكسار ومهانة كلما نظرت إلى العائلة التي تخدمها . حينها سألتني زوجتي .. ترى كم سيدفعون زيادة على فاتورتهم ، لو أنهم سمحوا للخادمة الجلوس معهم ، أو على الأقل تخصيص وجبة لها داخل المطعم !؟ . الأكيد أن المبلغ سيكون تافهاً قياساً لما سيتركه ذلك من تقدير من تلك الخادمة لهم .

حسب الإحصاءات ، هناك ما يقارب مليون عاملة منزلية يعملن في المملكة . والكثير منهن يعملن لدى نفس الكفلاء لسنوات طويلة . بل وبعضهن من لا يردن العودة لبلدانهن ، كونهن يشعرن بالكرامة والإحترام وحسن المعاملة . مما يؤكد بأن التصرف الغبي لتلك الأسرة ، لم يكن إلا تصرفاً فردياً ، شاذاً ، بغيضاً ، ولا إنساني ، لا يمثل المواقف العظيمة لغالبية الأسر السعودية في مختلف المناطق .

يمكنني قراءة ما يدور في ذهن تلك الخادمة . فهي بكل تأكيد ستكره تلك العائلة ، وستنظر لأفرادها بعداوة واحتقار . وحتى وإن كانت حاجتها للعمل رغم قساوة الغربة وصعوبتها ، تدفعها للصمت ، فإن ما بداخل قلبها ما يكسر قلوب الكرماء ، من إهانة وتحقير لن تنساه تلك الخادمة إلى يوم الدين . ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلا تصرف غير إنساني كسرة النفس عند الله كبيرة..ما أجمل أن ندخل الفرحة في القلوب كبيرة عند الله ..انا اخذ الدادة كل شهر تشوف فيلم اتذكر فرحتها اول مرة في حياتها تشوف سينما..غربة ويعملون لبورفون حياة لابنائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى