«وما زال… «الصح ينقال»»
٠ الأحلام هي تخيّلات النوم؛ فالذاكرة تحلم بالماضي، والخيال يحلم بالمستقبل، والتخيّلات هي أحلام اليقظة. بطولة كأس العرب، بتعويذتها الجحوية الرائعة، وبأيامها الحلوة، ومبارياتها الممتعة، وأحداثها المثيرة، وباستضافة قطرية كريمة وناجحة نجاحًا ملحوظًا، انتهت. وذكريات الأيام الكروية المركّزة ذهبت إلى دفاتر التاريخ، لتصبح أرشيفًا ماضيًا. أن ننسى ونبتسم من متعة وجمال مراحل أحداث البطولة (بحلوها ومرّها) خيرٌ من أن نتذكّر ما حدث لكرتنا ونحزن؛ «والحال من بعضه». وبمناسبة الحديث عن الأحلام وتخيّلات النوم، فإننا نرنّ جرس المنبّه لمسؤولينا الكرويين ليستيقظوا من أحلام اليقظة، ويستفيقوا ليعملوا بجدّ واجتهاد، وبقرارات مدروسة وحازمة، لإعادة الأمور الكروية الضائعة إلى مسارها الطبيعي!
٠ نطالب بغرفة الإفاقة، لعلمنا أن غالبية العقول التي تدير الكرة، وخاصة في الأندية، صفر، وتجربتها مع علم وأسس هذه اللعبة الجماهيرية الأولى صفر، وتدبيرها صفر. كرتنا بشكل عام صفر × صفر، والاستراتيجية الكروية صفر، والتخطيط صفر، والغيرة على تاريخ وسمعة كرتنا صفر، والمدربون صفر، وحالقون على الصفر، وكل ما يرتبط بمشاعرنا ومعنوياتنا وأحلامنا صفر.
٠ أتعلمون لماذا نحتضن دائمًا الصفر لننام ونصحو على صفر آخر؟ لأن معظم القائمين على الرياضة بجمعيات عمومية — في غالبيتها من حزب السمع والطاعة — مثل الأشجار الصناعية؛ مهما سقيتها بماء الإرشادات والتوجيهات والإصلاحات العلمية والفكرية، لن تُثمر… لأن الصفر منقوش على الصخور!
السلام بعد هذا الكلام.






