
في حانات قلبي سكارى يقظون
متأهبون دائمًا للذكرى و لليالي ديسمبر الطويلة و البارده
بما يكفي ليتوغل الجرح عميقًا، و يصلب
يُشعلون النار في صدري حطبًا حطبًا
يتقاذفون حولي الحكايات الساخرة فيما بينهم
واحدة تلو أخرى، خيبة تلحق خيبة
يسخرون ، يتضاحكون، تعلو أصواتهم مُمتزجه بنحيب حاد
و دموع تُذرف هُنا و هناك
دعوات.. لعنات.. دعوات أشد قسوه.. توبه ثم مغفرة
يتقاسمونني مثل كِسرة خبز يابسه
يمضغونني، ثم أُبصق لشدة مرارتيَّ
يلعنون تمردي، و ثوراتي
الطرق التي سلكتها لأنتهيَّ إليهم
مكسورة الجذع، مقوسة الجناح
و كأنه لايكفي أن أُظل الطريق .. بل و أعجز عن العودة
تبتلعني فوهة الأبد، في حُزن عميق
تُرثيَّني أخطائي.. المتكومة على جانبي
حماقاتي التي أرتكبتها قبل أن أدرك فداحة فعليّ
أُبصق خارج جسدي كـ عار
هذا الجسد الذي قرر أخيرًا أن ينهي حُزنه
بصلاة جنائزية.
جدارية شاعر
أمل الزهراني.


مقاله رائعه تصل للقلب♡واصلي