
أعلم إلى اي مدى وصلتُ و انا أخطو على سلّم الحياة خطوة خطوة..
إلى البعيد جدًا حيث لا أحد يعثر عليك
المكان حيث يمكنك الإستراحة قليلًا من وجعك في إغفاءة على ظهر السماء
أو أن تقضم أظافرك اصبعًا تلو الاخر دون أن تنهش قلبك بحثًا عن أصابع أخرى تطحنها في فمك
أو ان تتمدد مُحدقًا بالسقف حتى تعوم في الأرجاء راميًا بالوقت في وجه الحائط المعلق في الزمن..
هنا لا أهمية لما يجري خارج التوقيت، خارج هذة اللحظة تمامًا..
كل شيء يبدو أكثر إطمئنانًا و سكونًا، حتى أنت
تتناثر في الهواء مثل قصائد حُرة لأن تفعل ماتشاء خارج قيّد الوّرق، مثل عقد لؤلؤ انفرط على عُنق سيدة متجهًا نحو الأسفل هاربًا
هنا يمكنك أن تبدو شاحبًا و حزينًا معظم الوقت، مجنونًا أو ثائرًا، أحمق أو فيلسوّف وجودي يتشدق بإلحاده كأنما لدية المعرفة الوحيدة و الحقه.
هنا يرتطم الجميع بالجميع تحت هذا السقف
يتبارزون فيما بينهم، يلوم أحدهم الاخر لأحداث مضت منذ زمن بعيد
خيباتي تقف صفًا ممسكة بأيدي بعضها
في أول الصف ظَنُّ أخرق يقودهم إلى فتحة صغيرة خلفها هاوية سحيقة
يسيرون مغمضيّ الأعين ببلاهة تامة
بكل نواياهم البيضاء، دون أن يفطنوا لما في الوراء
بعيدًا أحدق ناحيه الباب، ماذا لو أن حيواتنا تُستبدل
لو كان بالإمكان أن أعيش حياة أخرى
ان أنسلخ من جلدي
و يكون لدي فرصة البدء من جديد. و إختراع أخرى لاتشبهني؟!
أتعلم؟ الأحلام تقتلنا لأنها لاتجيء، تظل تدور في الذاكرة حتى تضمر، تتقزمّ ثم تموت مثل بذرة، و تعوّد كالأخريات بعد أشهر طويلة أكثر قوّة
مذهوله من كل مايجري، أريح رأسي على الوساده تعبه
خصلات شعري تميل إلى الخلف، تُهدهد في أذني حكايا الجنيّات الصغيرات و قلوب عَرفت الحب
يتورق قلبي شوقًا
متى سأعرف الحُب؟ أتذوقه و أسكر به
مثلما يسكر الشعراء و يهيمون في قصائدهم
يلهبون معشوقاتهم
يكسونهم بذلك الرداء الدافئ من الكلمات
يغنون في اذانهم شعرًا مُتأججًا
يُريح قلوبهم بعد كل هذه الوحدة
الرفقة..
ذلك مابحثت عنه منذ زمن طويل
شخص أراني فيه، كأنما هو إنعكاسي الأخر
كأننا روح واحدة قد أنشطرت اثناء نزولها إلى الارض شطرين
و ظلا يبحثان عن بعضهما إلى الأبد
كأننا عملة نقدية واحدة بجهتين
تُغني ” معًا إلى أبد الآبدين، معًا مثل فردتي حذاء متلاصقة ”
أنه الحُب الذي أستطيّع أن أواجه أيامي به، تلك أمنيتي
أشاركه أحفادي، كـ سر صغير
بعد عقود من الزمن
سر أحفظه عن ظهر قلب كأنما حدث بالأمس
” تك تك ”
يسحبني من صومعة الوهم قرع الباب
” آه من الأمنيات، لو تجيء ”
تعالي فلدي حقيبة مليئة بالسكاكر
تعالي كما الأطفال الصغار
أبهجي قلبي.

