
منذ البدء
كان يخبرها سراً
” أنا لستُ مثلهم ”
أولئك الذين عَبروا قلبك دون أن يوصدوا الباب
و تركوا ورائهم إنتظاراً طويلاً و أسى شديد.
كان مُختلفاً، ذلك ما رأته من خلال عينيه
عند كل كلمة يقولها، مُرفقة بالبريق و الحماسة
صدقته.. لأن ذلك مالم تسمعه من قبل
و أراخت حِصنها، و ثوبها، و روحها
بعد كل الذي حَدث.. هَربت بعيداً
خائفة من أن يقتلها الحُزن لِـ فرط حُبها
للتعلق و كل مايجيء مُرافقاً للحب كـ جزء منه
تذكرت وجلهَ كل عشاقها السابقون
كيف أن الأمر ينتهي إلى مُفارقتهم لها
أو إلى تَركها لهم بلا سبب واضح
عدى خوفها، و رغبتها في الإطمئنان أكثر
بأن لاأحد سيقتحم باب عُزلتها
و يُفقدها ذاتها أيضاً
رغم كل شيء ، تندم دائماً
كلما آذت قلباً كان يستحق ألا يُكسر
و كلما شَعرت أن لا أحد منهم قد تجاوزها تماماً
كما يدعون، بل وقفوا في الطرف الأخر
بإنتظار علامة ما، تُشير إلى عودتهم
إلى سابق عهدهم.. كما كانوا.
في الأخير
هذه الفتاة لاتُشبه إلا نفسها
لأنها وحدها تعلم كم من السوء في قلبها
و كم من الغُفران قد منحت لِـ تمحو هذا السوء
كم براءة قد قُتلت وهي تسير على أطراف قلوبهم
كي تنجو .. بشَّكها القارس
و بسلاسة صوتها، تخرج كما تخرج الشعرة من العجين
بعد أن تترك أثراً، لايُنسى
و لأنها ضائعه إلى الآن
تجد دائماً سبباً لكي تتوقف
لتنظر إلى الخلف و تأخذ خطوة إلى الأمام
إنها تمضي بكل وسيلة ممكنة لديها في النسيان.

