ماذا يعني أن تنشغل الجامعات في مختلف الأوطان بدراسة إبداع مبدعٍ لم يتجاوز في التعليم النظامي المرحلة الإعدادية وأن يحتفل عددٌ من الجامعات بمنحه الدكتوراه الفخرية ….!!؟؟
إن كل الحقائق والوقائع تؤكد بأن الإبداعَ خاصيَّةٌ فرديةٌ استثنائيةٌ أما مواصلة التعليم النظامي حتى النهاية القصوى فهو أمرٌ يناله عموم من يواصلون التعليم وهو لا يؤشر إلى أية خاصيَّةٍ إبداعية …..
وعلى سبيل المثال فإن الشاعر اليوناني يانيس ريتسو قد اكتفى من التعليم النظامي بالمرحلة الإعدادية لكن إبداعه صار موضوعًا لعددٍ من أطروحات الدكتوراه في جامعات عالمية كما أن عددًا من الجامعات العالمية قد احتفلت بمنحه الدكتوراه الفخرية ….
ففي عام 2019 نال جون كيتمر درجة الدكتوراه من جامعة لندن في بريطانيا حيث قدَّم دراسة عن إبداع ريتسوس ….
كما نالت ديميترا ديميتريو درجة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا في دراسة عن إبداع ريتسوس ….
كما صدرت أطروحة دكتوراه عن ريتسوس من جامعة أرسطو في اليونان …. ..
أما شهادات الدكتوراه الفخرية التي منحت له من جامعات العالم فمنها:
– شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة برمنغهام في بريطانيا ….
– شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة أرسطو في اليونان …..
– شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة لايبزيغ في ألمانيا …..
– شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة أثينا في اليونان …..
وبديهي بأن شهادات الدكتوراه التي قدمتها عددٌ من الجامعات العالمية ليانيس ريتسوس قد جاءت تقديرًا لروعة إبداعه فهو ليس صاحب مقامٍ سياسيٍّ رفيعٍ ليكون من باب المجاملة أو المناسبات الاحتفالية الرمزية ………
في مقالٍ لرفعت سلَّام يقول: ((الشاعر اليوناني الشهير ريتسوس لم يعد بحاجة إلى تقديم فما أكثر ما تُرجِم له عربيا من قصائد من المشرق إلى المغرب إنه قارَّةٌ شعرية متعددة الأبعاد والأعماق))
وفي كتاب (دراسات في الأدب العالمي) تقول منيرة مصباح: ((ريتسوس اليونانيُّ المتأهِّب دائما نراه حَمَّل إبداعه موقفًا شعريا تجاه الإنسان في كل مكان… شعر ريتسوس هو شعرٌ تأمُّليٌّ عميق شعره وكلماته تكونان أفضل شهادة للعالم وللتاريخ وأكبر وصمةِ عارٍ في جبين الإنسانية والزمن))
أما الناقد الدكتور فخري صالح فإنه في كتابه (أصواتٌ من ثقافة العالم) يخصُّ يانيس ريتسوس بفصل من كتابه وفيه يقول:
((كتب ريتسوس حوالي مائة مجموعة شعرية وتَرجَم العديد من شعراء العالم إلى اليونانية وحصل على شهادات دكتوراه فخرية من جامعات مختلفة في العالم كما حاز جوائز شعرية عديدة وقد حوَّل الموسيقيُّ اليونانيُّ ميكيس ثيودوراكس بعضًا من أشعاره إلى أغانٍ معزوفة يغنيها الناس على إيقاع الآلات الموسيقية الشعبية اليونانية))
وهنا نعرف أن ريتسوس لم يكن شاعرًا فقط وإنما هو مترجم وكاتب ومثقف وأنه صوتٌ إنساني مسموعٌ في مختلف اللغات…..
0






