الأخلاق هي مجموعة من القيم والمبادئ والقواعد التي تحدد السلوك البشري السوي للفرد. إنها تلعب دوراً حيوياً في حياة الأفراد والمجتمعات على حد سواء، فهي أساس بناء المجتمعات القوية والمتماسكة، وتُسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار، وتُعد أساساً لبناء علاقات قوية ومستدامة بين أفراد المجتمع الواحد.
فلقد أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه، فقال: “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، كما أمره سبحانه بمحاسن الأخلاق فقال: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.
وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً”، أي أن منزلة الشخص الأقرب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ستكون لمن كان صاحب أخلاق حسنة.
إن الأخلاق هي قيمة الإنسان؛ فالإنسان بلا أخلاق لا قيمة له. في ذلك يقول الصحابي الجليل وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-:
“إذا فقدت المال لم تفقد شيئاً، وإذا فقدت الصحة فقدت بعض الشيء، ولكن إذا فقدت الأخلاق فقدت كل شيء.”
ومن روائع الإمام الشافعي -رحمه الله- في حسن الخلق:
وإذا سبني نذلٌ تزايدتُ رفعةً
وما العيبُ إلا أن أكونَ مُساببه
ولو لم تكن نفسي عليَّ عزيزةً
مكنتها من كل نذلٍ تحاربهُ
إن الأخلاق كالأرزاق من الله سبحانه وتعالى، يهبها لمن يشاء من عباده. وحول ذلك يقول شاعر النيل “حافظ إبراهيم”:
فإذا رُزِقت خليقةً محمودةً
فقد اصطفاك مُقسِمُ الأرزاق
فالناس هذا حظه مالٌ وذا علمٌ
وذاك مكارمُ الأخلاق
وأختم بالقول:
إن الأخلاق ليست مجرد شعار، إنها سلوك، إنها أفعال. وحول ذلك يقول أمير الشعراء “أحمد شوقي”:
وإذا أُصيب القومُ في أخلاقهم
فأقمْ عليهم مأتماً وعويلا.


