المقالات

وليّ العهد… أملُ جيل

في يوم ميلاده الأربعين، لا يُحتفى بالأمير محمد بن سلمان بوصفه اسمًا في سجل الحكم فحسب، بل كقصة تغيير ألهمت شعبًا بكامله أن يرفع سقف تطلعاته ويختار المستقبل طريقًا وحيدًا. ميلاده في 31 أغسطس 1985 ليس تاريخًا عابرًا في السيرة، بل إشارة زمنية إلى جيلٍ شابّ صعد معه في الوعي والهمة والمسؤولية.

منذ إطلاق «رؤية السعودية 2030» تحوّل السؤال الوطني من “ماذا نملك؟” إلى “ماذا سنصنع؟”. تعدّدت المسارات: تنويع الاقتصاد، تمكين القطاع الخاص، وتسريع التحوّل التقني، فيما صارت المشاريع العملاقة مثل نيوم و«ذا لاين» رموزًا لطموح لا يقبل بالقليل. ليست لافتات دعائية، بل مؤسسات وبرامج واستثمارات تُدار بمنهجية واضحة تحت إشراف منظومة الرؤية وصندوق الاستثمارات العامة.

على المستوى الاجتماعي، تبدّل وجه الحياة اليومية للسعوديين: فتحت السينما أبوابها بعد عقود من الغياب، واتّسعت مساحات الترفيه والثقافة، وتحوّل ذلك إلى صناعةٍ توفر فرصًا ووظائف وتعيد تعريف “الجودة” في العيش. هذه التحولات لم تُقرأ كشعارات، بل كواقعٍ يعيشه الناس في مدنهم وأحيائهم.

أما تمكين المرأة فكان علامة فارقة؛ قيادة النساء للسيارة أصبحت مشهدًا عاديًا في شوارع المملكة، لا حدثًا استثنائيًا، وهو تغييرٌ انعكس على حركة المجتمع والاقتصاد والأسرة. ومع انفتاح السياحة وإطلاق التأشيرة الإلكترونية، تعرّف العالم على المملكة بعيون جديدة، واكتشف زائرون من عشرات الدول أن السعودية باتت وجهة مرحّبة نابضة بالحياة.

اقتصاديًا، يظهر الأثر بالأرقام: نمو متماسك في القطاعات غير النفطية قادته التجارة والضيافة والبناء، فيما تواصل المملكة ترسيخ قواعد تنويع الدخل، ويضطلع صندوق الاستثمارات العامة بدور محوري في تحريك الاستثمارات وتحويل الفرص إلى قطاعات قائمة. هذه ليست تفاصيل تقنية؛ إنها انعكاس مباشر في فرص العمل ونوعية الخدمات وثقة الناس بالمستقبل.

الأهم من كل ذلك هو العلاقة الخاصة بين وليّ العهد وشعبه—خصوصًا الشباب. يكفي أن كثيرًا من الهويّات الوطنية الحديثة استلهمت عباراته ورموزه، من “هامةٍ حتى القمة” إلى توكيد معنى العزم والتكاتف؛ فالناس لا تردّد الشعارات لأنّها جميلة، بل لأنها تمسّهم وتعبر عنهم. لهذا بدا التأثر الشعبي مسارًا جمعيًّا لا حملة إعلامية؛ جيلٌ يقتدي بالطاقة التي تبثّها القيادة في الفضاء العام، فيستعيرها لتحسين تفاصيل يومه وتوسيع مداركه وطموحاته.

في يوم ميلاده، تبدو الرسالة بسيطة وعميقة: ما يحدث في السعودية اليوم ليس صدفة ولا موجة عابرة، بل مشروعٌ وطني يلتقي فيه قرار القيادة مع توق الناس إلى حياة أوسع. لذلك يرى السعوديون في وليّ العهد “أملًا مُتحققًا”—ليس لأنه يعدهم فحسب، بل لأنه يضعهم في قلب الفعل، ويجعل من كل مواطن شريكًا في صناعة الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى