حين تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم في عام 2015، ومعه سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، انطلقت رحلة التحول الوطني الكبرى، فبدأت أحلام السعوديين القديمة تتحول إلى واقع ملموس ومحسوس، تتجسد فيه بوضوح التنمية الشاملة، والنهضة المتسارعة، والرؤية الطموحة.
لقد وضعت رؤية المملكة المستقبلية الطموحة 2030 خارطة طريق شاملة، عرّابها سمو الأمير ولي العهد – حفظه الله – هدفها الانتقال بالمملكة من الاعتماد على النفط إلى تنويع الاقتصاد وبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. واليوم، ولله الحمد بعد مرور أقل من عقد، نستطيع أن نقول بكل ثقة إن أحلام السعوديين بدأت تتحقق، بل تجاوزت التوقعات.
ففي مجال الاقتصاد: أبرز مؤشرات النجاح يتمثل في التنوع الاقتصادي. فقد ارتفعت مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 50% في عام 2023، مقارنة بـ 36% قبل الرؤية، وفق تقرير المركز الوطني للتنافسية. وتمكنت المملكة من جذب استثمارات أجنبية مباشرة تجاوزت 100 مليار ريال في عام 2023 فقط.
كما صعدت المملكة إلى المرتبة 17 عالميًا في حجم الاقتصاد وفق بيانات صندوق النقد الدولي، مع توقعات بأن تصل إلى المرتبة 15 بحلول عام 2030.
اما في السياحة: فقبل أعوام قليلة، لم يكن أحد يتوقع أن تصبح المملكة وجهة سياحية عالمية، لكن ما تحقق في هذا القطاع فاق التوقعات ، فوفق بيانات وزارة السياحة، استقبلت المملكة أكثر من 100 مليون زائر محلي ودولي في عام 2023، محققة بذلك مستهدف الرؤية قبل موعده بعامين ، كما تم إدراج مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، مثل العلا وواحة الأحساء، بجانب إطلاق مشاريع عملاقة كالقدية ونيوم والبحر الأحمر، التي تهدف لجذب الملايين من الزوار سنويًا.
اما في مجال الرياضة: تحولت المملكة إلى مركز عالمي للرياضة، فقد استضافت بطولات كبرى مثل: السوبر الإسباني والإيطالي ، الفورمولا 1 في جدة ،نزال القرن في الملاكمة ، كأس السوبر السعودي بنظامه الجديد
كذلك تم الإعلان عن استضافة المملكة لبطولة كأس آسيا 2027 وكأس العالم للأندية 2023، وتسعى لاستضافة كأس العالم 2034 في إنجاز تاريخي مرتقب.
ووفق بيانات وزارة الرياضة، زاد عدد الأندية الرياضية، و الممارسين للأنشطة الرياضية ارتفع عددهم إلى أكثر من 40% من السكان مقارنة بـ13% فقط في عام 2015.
وفي قطاع الإعلام والترفيه:
شهد القطاع الإعلامي تطورًا كبيرًا، فأصبحت الرياض وجدة والدمام مراكز لإنتاج المحتوى الإعلامي والإبداعي، مع إطلاق منصات سعودية تنافس عالميًا. كما نمت صناعة الترفيه، حيث تم تنظيم أكثر من 5,000 فعالية ترفيهية في عام 2023 فقط، حضرها أكثر من 40 مليون زائر.
اما بالنسبة لتمكين المرأة: فقد حقق تمكين المرأة قفزات غير مسبوقة. حيث ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 37% في عام 2023، متجاوزة مستهدف الرؤية البالغ 30%.
كما أصبحت المرأة السعودية تشارك بفعالية في قطاعات متعددة، من قيادة الطائرات إلى تولي المناصب القيادية والإدارية والدبلوماسية، في مشهد لم يكن متوقعًا قبل سنوات.
اما التقنية والتحول الرقمي:
احتلت المملكة المرتبة الثانية عالميًا في جاهزية الحكومة الرقمية لعام 2022 وفق مؤشر البنك الدولي، وحققت تقدمًا كبيرًا في الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والمدفوعات الرقمية، إذ تجاوزت 90% من التعاملات الحكومية الآن تتم عبر منصات إلكترونية.
وقد حصلت المملكة على شهادات دولية واعترافات عالمية
فقد صنّف تقرير التنافسية العالمية 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي المملكة ضمن الدول العشر الأولى في الاستقرار الاقتصادي.
كما أعلن صندوق النقد الدولي أن المملكة “أحد أسرع الاقتصادات نموًا في مجموعة العشرين.”
وأكدت بلومبيرغ أن “السعودية أعادت تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي.
في الختام، اقول بأن المملكة اصبحت قصة نجاح ملهمة، ووجهة عالمية في مختلف المجالات. وما تحقق حتى الآن ليس نهاية المطاف، بل هو مجرد بداية لمسيرة نهضة شاملة تقودها قيادة حكيمة، وشعب طموح، ورؤية وضعت الإنسان أولًا، والإنجاز منهجًا.
حقًا، أقولها وبكل فخر وإعتزاز أحلامنا كسعوديين تتحقق وموعدنا القادم بإذن الله مع مستقبل أكثر إشراقًا.
• أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود






