المقالات

ماري آن بيفان… أبشع امرأة في العالم!!

السيدة ماري آن بيفان، واسمها الحقيقي ماري آن وبستر، لُقّبت بأنها “أبشع امرأة في العالم”. وُلدت سنة 1874م في مقاطعة إسكس شرق إنجلترا، ضمن عائلة مكوّنة من ثمانية أطفال. كانت شابة مليئة بالنشاط والحيوية والجمال، وعملت ممرضة في أحد مستشفيات بريطانيا في جزء كبير من شبابها. تزوجت من بائع الزهور توماس بيفان، وأنجبا أربعة أطفال.

عند بلوغها الثانية والثلاثين، بدأت تظهر عليها أعراض مرض العملقة الجينية وتضخم الأطراف، ما غيّر شكلها كليًا. وقد تسبب المرض في نمو غير طبيعي وتشوه ملامح الوجه، مع صداع مستمر وضعف حاد في البصر، إضافة إلى آلام المفاصل والعضلات.

بعد وفاة زوجها، ومع المرض، أصبحت غير قادرة على الإنفاق على أبنائها الأربعة، فتراكمت عليها الديون، وطُردت من عملها. وبحاجتها الماسّة للمال، شاركت في مسابقة “أبشع امرأة في العالم” مطلع القرن العشرين، وفازت بجائزة قدرها (50) دولارًا فقط.

بعد ذلك، التحقت بالسيرك الذي أخذها في جولات إلى مدن بريطانية عدة. كان الناس يتهافتون لرؤية “أبشع امرأة في العالم”. وبالرغم من آلام قدميها ومفاصلها، تحملت التعب والسخرية والضحك، لتتمكن من تربية أولادها والإنفاق عليهم وتعليمهم.

كان الأطفال يرمونها بالحجارة بسبب شكلها المخيف، وينادونها بالوحش، بينما كانت تبكي أمامهم من شدة الألم، وتقول لهم: “أنا أحبكم أيها الأطفال، أنتم تشبهون أبنائي”، لكنهم عاملوها كأنها كائن غريب. استمرت في هذا العمل القاسي حتى وفاتها عام 1933م، حين سقطت وسط السيرك أثناء أحد العروض. اعتقد الجمهور أنها تمثّل مشهدًا مضحكًا، فصفقوا بحرارة.

قال أحد أبنائها بعد وفاتها: “لقد كانت أمي حين تحضر الخبز لنا ونحن جياع، تبكي طوال الليل، وكانت تردد: أنا لا أستحق أن أكون أمًا صالحة، هل يجب أن أكون جميلة حتى يحترموني؟.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى