الضرورة البشرية
حمد عبد العزيز الكنتي
هؤلاء البشر الذين يواصلون الركض كل يوم ، خلف عجلة الحياة ، لهم حسناتهم ، وسيئاتهم ، ولكنهم يحملون في دواخلهم الكثير من الخير ، والسلام .
عندما تجالس بعضهم قد ترى في شكله ، أو حديثه الكثير من السوء ، ولكن لو دققت النظر أكثر ستجد أن أفعاله هذه نابعة عن شيء من التقدير الخاطئ للحياة ، أو الفهم المعكوس لبعض مبادئ تسيير الحياة .
فعلى سبيل المثال ، قد تجمعك اللحظة مع مراهق طائش ، ومن خلال حديثك معه ستجد أن لديه الكثير من النوايا الطيبة للحياة ، ولكنه لم يجد من يأخذ بيديه ليعلمه خطوات الحياة الصحيحة ، كما يقول المثل الياباني ( بدلا من أن تعطيني كل يوم سمكة علمني كيف اصطاد ) .
الخطأ يا سادة ضرورة من ضروريات الحياة كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكم خطاء وخير الخطاءين التوابون ) والأصل في الناس الخير كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الخير فيّ وفي أمتي إلى قيام الساعة ) فلا نستعجل في الأحكام على الناس .
وعلينا أن لا نحفل بالمظهر كثيرا ، لان الجوهر هو حقيقة الإنسان كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) وهذا يؤكده أيضا قوله تعالى ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
البشر يا أحبة نفخ الله فيهم من روحه ، ولا تزال هذه النفخة تشكل جمال أرواحهم ، وتعيدهم إلى الصواب بعد كل خطأ ، أو زلة ، وعلينا أن نتعامل مع حقيقة جوهرهم ، لا ضحالة مظهرهم ، وقد نتركهم وشأنهم ، خصوصا أن الله سيحاسبنا عما فعلنا نحن فقط دون الآخرين ، كما قال سبحانه في كتابه الكريم ( كل نفس بما كسبت رهينة ) .
حكمة المقال
الإنسان في أصله جوهر مبتسم ( فيلسوف ) .[/JUSTIFY]
