أي معجزة تصنعها السعودية؟

حالة استثنائية يعيشها العالم، تحمل في طياتها الكثير من الخبايا والمفاجآت، لكن الكثيرين يرون أن العالم ما بعد كورونا سيكون مختلفًا عمّا كان عليه من قبل هذا الفيروس المستجد، الذي كشف عورة الكثير من الدول التي كنّا نحسبها – عظمى – فإذا بها تنهار وتعجز أمام هذا المخلوق الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة!

هنا على أرض المملكة وفي هذه المواجهة الشرسة، علينا أن نشكر الله تعالى أن منّ علينا بهذه البقعة المقدسة والقيادة الحكيمة التي أدركت الخطر منذ نشأته الأولى نهاية العام الماضي واتخذت على إثره إجراءات استباقية متتابعة، بدأت بتعليق موسم العمرة وتأشيرات السياحة والسفر، ثم لم تتوانَ عن أي جهد يمكن فعله من أجل حماية أمن مواطنيها والمقيمين على أرضها.
وليس أدل على ذلك الوفاء، إلا الأمر الملكي الذي قضى بتحمل 60% من رواتب الموظفين في القطاع الخاص، وأتساءل هنا ألا يحق لنا أن نفخر بهذه البلد المباركة وقيادتها الرشيدة والحكيمة؟ ألا يدفعنا هذا للتساؤل أيضًا عن أي دولة في العالم قامت بمثل هذا؟ أليست هذه السعودية العظمى؟

ذلك الأمر الذي يعطي الاقتصاد دفعة من الأمل وجرعة للصمود في وجه المستقبل الغامض الذي يفرضه هذا الفيروس على الاقتصاد العالمي ككل، واقتصاد المملكة الذي يعتبر أحد أقوى 20 اقتصادًا عالميًا، ويمنح العاملين في القطاع الخاص شعورًا لذيذًا في أن المملكة تحمي أبناءها وتقيهم صروف الدهر، فكما يدينون لها بالولاء والبراء تدين لهم بالوفاء في الشدائد والأزمات.
ولا شك في أن هذا القرار يعزز ثقة المستثمرين الأجانب في المملكة، ويزيد من استثماراتهم فيها بما يدفع عجلة النمو للصعود من جديد مهما كانت الصعاب، ويؤكد أن اقتصادها ركنٌ متين يمكن الوثوق به والاعتماد عليه والارتكان إليه.

ختامًا

 أتوجّه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ولكافة الجهات في مملكتنا الغرّاء بالشكر على ما يقدمونه ويبذلونه من جهود لحماية المواطنين والمقيمين ووقايتهم من شر هذا الفيروس المستجد، وأسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان مع تقلب الزمان.