عام

عبدالخالق الزهراني في حوار لـ”مكة” الإلكترونية: الإعلام السعودي قوي ومتمكن.. والقيادة الرشيدة تدرك أهمية دوره

يعد الأستاذ عبدالخالق عبدالله الزهراني مدير عام فرع الإعلام بمنطقة مكة المكرمة، أحد القيادات البارزة في منطقة مكة المكرمة، لذلك حرصت “مكة” الإلكترونية على اللقاء به خلال الشهر الكريم، والاستفادة من آرائه وتجاربه.. فكان الحوار التالي:

-لمن يسأل عنكم أين تتواجدون في رحاب هذه الدنيا؟ وكيف تقضون أوقاتكم؟
تواجدي عادةً يكون إما بمكتبي لإدارة شؤون وأعمال فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة كخدمةٍ أشرف بها للوطن، أو بمنزلي كمحطة استراحة لرعاية أسرتي الصغيرة وصلة الأرحام، وما تيسر من وقت بعد ذلك يكون للمجاملات الاجتماعية، وفيما يتعلق بكيفية قضاء وقتي فلي ثوابت روتينية لابد منها كأداء الواجبات الدينية التي خلقت من أجلها، ومشاهدة نوعية معينة من البرامج التلفزيونية مع متابعة محدودة لوسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يتوه وقتي.

-ما الذي يشغل اهتمامكم في هذا الوقت الحاضر؟
خلاف اهتمامي بعملي ومنزلي أهتم بمتابعة كرة القدم المحلية وبعض من العالمية، وأجد متعة في إثارة دوري روشن السعودي الذي أصبح في مقدمة الدوريات العالمية، ويشغل اهتمامي كذلك ما يدور في كواليس وسائل التواصل الاجتماعي التي أثرت على التلاحم الأسري وغيرت الكثير من المفاهيم والأفكار لدى الشباب، ومن المهم والمهم جداً رفع درجة وعيهم تجاه ما يدس لهم في ثنايا هذه الوسائل المخيفة.

-الحكمة خير من الله يؤتها من يشاء.. كيف تعرفون الحكمة من وجهة نظركم؟
الحكمة بالنسبة لي تعنى اكتمال درجة الوعي والإدراك للمسؤولية، والابتعاد عن الأهواء وتهذيب النفس واحترام الآخرين والعطاء النقي وتسيير الأمور بهدوء وعقلانية.

-ما بين حكمة الشيوخ وهمة الشباب أيهما أقرب برأيك؟ وهل ثمة اتفاق أم فجوة اختلاف؟
إذا اجتمعت حكمة الشيوخ وهمة الشباب تكون النتائج هائلة وتختصر المسافات في الإنجاز، ولذا أجدني كمسؤول أحرص في عملي على الجمع بين الخبرة والهمة، فنقص أي منهما يؤدي إلى الفجوة التي أشرت لها في سؤالك، وإذا سألتني مع أيهما أكون في حالة عدم وجودهما معاً، فستكون إجابتي مع حكمة الشيوخ بكل تأكيد.

-هل الإنسان في هذا العالم ضل طريق الحكمة؟ وهل بالجملة تنقصه الحكمة؟
الحكمة موجودة لكنها مقارنة بالاحتياج الفعلي لها قليلة، وقد لا تفي بالغرض، بدليل ما نشاهده حولنا من حروب ومشاكل وتوترات ما أنزل الله بها من سلطان، ويبدو لي أن السبب في ذلك يعود إلى البعد عن تقوى الله تعالى وإتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء.

-في حياتنا مراحل إنسانية مختلفة.. من مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة وهكذا.. ماذا تتذكرون من وقائع في ثنايا المراحل؟
أتذكر من مراحل ضعفي عندما كنت في بداية دراستي بالصف الأول الابتدائي وعجزي عن حفظ أحد قصار السور القرآنية (سورة الفلق) ولخوفي الشديد من عقاب أستاذ القرآن الكريم صباح اليوم التالي، شكيت حالي لأمي التي لم تكن تجيد القراءة لكنها حافظة لقصار السور من أجل الصلاة وما كان منها إلا أن تركت كل ما في يدها من أجل تلقيني آيات السورة حتى حفظتها، ولم ولن تبرح تلك اللحظات ذاكرتي ما حييت، وكذلك أتذكر لحظات ضعفي تجاه مرض أو فقد حبيب وما شابه ذلك، ولكن الإيمان بقضاء الله وقدره يكون خير مساعد لي، وقوتي تكمن في إصراري على النجاح وتحدي كل ما يقابلني من عوائق.

-ما بين الربح والخسارة أو الخسارة والربح كيف تصفون أصعب المشاعر وأجملها؟
معادلتي في هذا الأمر (لا ربح بلا خسارة)، أيا كانت الخسارة مالية أو جهد أو غيره، ولا تذوق لحلاوة الربح ما لم نمر بتجربة الخسارة.

-الحزن سمة إنسانية ثابتة هل احتجتم له يوماً ما.. وماهي أقسى لحظات الحزن التي مرت بكم؟
الحزن نقيض الفرح وقد سمي أحد أعوام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بعام الحزن لوفاة عمه أبو طالب وزوجته السيدة خديجة في ذلك العام، ولا يوجد أحد منا بلا حزن وإلا لما تذوقنا طعم الفرح، وأنا كشخص تجرعت الحزن بسبب فقدي لابني محمد الذي كان بمثابة الأب لي ولباقي أفراد أسرتي، فقدته يرحمه الله في حادث سير وهو في العشرين من عمره، وكل دعائي له الآن هو: اللهم كما انتقل ابني إلى رحمتك وأنا راض عنه، فأرض عنه واجمعني به في الفردوس الأعلى من الجنة (ما أقسى رحيل الأبناء في حياة آبائهم).

-التوفيق والسداد هبة من الله تعالى.. ما هي أكثر المواقف التي مرت بكم توفيقاً وسدادا؟
كثيرة ولله الحمد، ومن ذلك على سبيل المثال توفيقي في اختيار مجال دراستي وفي عملي (صحفياً ومسؤولا في مجال الإعلام)، وغيرها من المواقف التي أشعر بالراحة والرضى تجاهها.

الزهراني مع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل

-بماذا نربط الحياة السعيدة من وجهة نظركم الشخصية؟
بالقناعة بما كتبه الله لنا، وبالتغافل والتجاهل والتسامح والعفو وسؤال الله دائماً عفوه وعافيته.

_هل نستطيع أن نعتبر السعادة أسلوب حياة؟
نعم هي أسلوب حياة مثالية، وحتى نكون سعداء علينا تقبل ما نجد في حياتنا من مصاعب وتحديات، والتسليم بما يقدره الله لنا.

_متى يصل الإنسان إلى محطات النجاح؟
يصل الإنسان إلى النجاح بشغله على نفسه من دراسة وممارسة وانضباط واستثمار للفرص المتاحة له، وأحياناً يكون للتوفيق والحظ دور في الوصول السريع للنجاح ولكن ديمومة النجاح تحتاج إلى مواصفات خاصة.

_ومتى تتوقف تطلعاتنا في الحياة؟
التطلعات يجب ألا تتوقف عند حد معين، وتوقفها بالنسبة لي يعني توقف الحياة، أو العجز التام للإنسان.

-في الأغلب ننصف الإنسان بعد رحيله من دنيانا.. متى ينصف هذا الإنسان قبل أن يرحل؟
فيما مضى كان مضمون هذا السؤال صحيح وكم من رمز لم يكرم إلا بعد رحيله، أما الآن فالوضع مختلف إلى حد ما لاسيما في مجالي الرياضة والفن، وما قدمه ويقدمه معالي المستشار تركي آل الشيخ لهؤلاء النجوم دليل واضح على تكريم الرموز في حياتهم.

– من يستشير ضيفنا الكريم في مواقفه الحياتية المختلفة؟ ولماذا؟ وماهي أهم استشارة مضت؟
أستشير في الغالب صديقين مقربين مني، وأخي الذي يكبرني لتقارب أفكارنا وثقتي في رأيهم، وكذلك زوجتي وأبنائي، وأحسم أموري بالاستخارة، والخيرة فيما يختاره الله لي، وأهم استشاره كانت في مسألة تتعلق بعملية جراحية لأحد أفراد أسرتي وتمت بنجاح تام ولله الحمد.

-متى غض النظر ضيفنا في المواقف المصاحبة له؟ وهل تذكرون بعض هذه المواقف؟
كثيرة ومن شعاراتي في الحياة غض النظر والتغافل كي أعيش في هدوء وسكينة، وأكثر مواقف غض النظر بالنسبة لي تكون في محيط عملي ومع بعض الأقارب والأصدقاء.

-هل ندمتم على سكوتكم يوماً؟ ومتى ندمتم على بعض كلامكم؟
في السكوت نادراً ما يكون الندم، الندم يكون في الكلام، والكلمة مثل الرصاصة تتحكم فيها قبل إطلاقها، وبعد قولها لا تستطيع التحكم فيها، والحمد لله أنني نادراً ما أندم على كلام قلته.

_في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أحاديثنا تختلف عن واقعنا.. إلى أي مدى تؤيد صحة هذه الجملة؟
أنا مع صحة هذه الجملة، وللأسف أن غالبية متصدري وسائل التواصل الاجتماعي محتواهم الفكري ضحل واعتمادهم في إيصال رسائلهم على التهريج والكوميديا واستعراض المفاتن الجسدية، وواقعنا أرقى بكثير مما يقدمه البعض في وسائل التواصل الاجتماعي.

_ في حياتنا اليومية هل افتقدنا حقيقة إلى الإنسان القدوة؟
ذكرني هذا السؤال بمبادرة سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة (كيف نكون قدوة؟) التي طالب من خلالها بأهمية وجود القدوة في كافة مجالات الحياة، وأثمرت هذه المبادرة بتقديم العديد من القدوات الحسنة في مجتمعنا، والخير في أمة محمد حتى قيام الساعة.

_الأبناء في الوقت الحالي هل يحتاجون إلى الرأي والمشورة منا؟ وهل المسافات بعدت بيننا وبينهم؟
للأسف المسافة بعدت بيننا وبين أبنائنا؛ بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتهم يثقون في الغرباء وأصدقاء الوهم أكثر من ثقتهم في أولياء أمورهم، ولذا مهم بل ومهم جداً القرب منهم وإسداء الرأي والمشورة لهم وجعلهم يؤمنون بحرصنا عليهم.

-الدنيا طويت على غرور.. متى وجدتم هذه العبارة ماثلة أمامكم؟
حياتنا بصفة عامة مبنية على (متاع الغرور) وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، وفي الحقيقة وجدت هذه العبارة ماثلة أمامي في الكثير من الأشخاص والمواقف، وكنت في كل مرة أدعو الله لي ولهم بالثبات والهداية.

مع سمو محافط جدة

_ من أنبل الناس في رأيكم؟
أنبل الناس ذوي الخلق، ويكفينا أن أنبل إنسان على وجه الأرض هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، الذي وصفه الله في محكم آياته بالقول: (وإنك لعلى خلق عظيم).

-المحبطون هم أشد الناس تعاسة هل صادفتم هذه الفئة؟ وكيف تعاملتم معها؟
بالتأكيد صادفت محبطين وغيرهم من السلبيين الكسولين الذين يحاولون التأثير على توجهي وقراراتي، وتعاملي معهم يكون بالحزم والتجاهل والإقدام على ما أنا عليه من رؤية وتطلعات.

-هل ندمتم يوماً في النقاش مع أصحاب الوعي والإدراك؟ وهل ندمتم في النقاش مع غيرهم؟ ولماذا؟
لم ولن أندم في النقاش مع أصحاب الوعي والإدراك لفائدة النقاش معهم، الندم يكون عادةً في النقاش والجدل مع الحمقى والجهلة لأننا ببساطة نهدر وقتنا معهم وقد ننال منهم ما يسئ لنا.

_تعيين الإعلامي سلمان بن يوسف الدوسري وزيراً للإعلام كيف ترون أبعاد هذا القرار الملكي الكريم؟
قيادتنا الرشيدة تدرك أهمية الإعلام ودوره في إيصال رسالتنا الهادفة للعالم، وأهميته في تنوير المجتمع وتنمية ثقافته وتطوره، ولذلك أتى القرار الملكي الكريم بتعيين معالي الأستاذ سلمان الدوسري في وقته المناسب لمواكبة التطلعات التي يراها سمو ولي العهد – الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله – لتحقيق الرؤية التي تدور عجلتها بصورةٍ رائعة ولله الحمد، والجميل في الأمر هو اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب كذلك، فمعالي الأستاذ سلمان الدوسري ابن الإعلام وكل المواصفات المطلوبة في قائد إعلامنا في هذه المرحلة بالذات تنطبق عليه، ونسأل الله له التوفيق والسداد.

_ما بين الواقع والمستقبل كيف ترون الإعلام السعودي؟
الإعلام السعودي بني على أسس ثابتة من المصداقية والوضوح، وواقعه يدرّس للآخرين، ويكفي أن قنوات الإعلام السعودي الرسمية الحكومية والخاصة التي يملكها أفراد تأتي في طليعة وسائل الإعلام العربية والإسلامية، وتنافس بقوة قنوات العالم، ومستقبل إعلامنا في ظل قيادتنا الطموحة لا خوف عليه، والجميل في الأمر المواكبة الرائعة للتطور المذهل في مجال تقنية الإعلام واستثمار خدمة الإنترنت للإعلام السعودي، فكم لدينا من الصحف الإلكترونية المميزة، وصحيفة مكة الإلكترونية أحدها، وكم لدينا من المواقع الإعلامية الخاصة بخدمة الإعلام الجديد أو ما يسمى بالسوشيال ميديا وغيرها، وباختصار إعلامنا السعودي قوي ومتمكن وسيظل كذلك بحول الله وقوته.

-كلمة أخيرة لمن توجهها؟
شكري الجزيل لكم على جهودكم، وتهنئتي الصادقة لكل من تقع عينه على هذا اللقاء ببلوغ شهر رمضان المبارك، وكل عام وأنتم بخير وفي خير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com