المقالات

اليوم الوطني الـ93.. السعودية تحتضن العالم!

تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الثالث والتسعين؛ وبعبارة أخرى، انقضت من مسيرة هذه المملكة الحديثة والظافرة ثلاثة وتسعون عامًا منذ تأسيسها على يد رجل عظيم بحجم المؤسس الملك عبد العزيز بن سعود طيب الله ثراه، وتغشته شآبيب الرحمة والغفران.
يأتي اليوم الوطني الثالث والتسعون ومملكتنا تخطو خطوات كبيرة وواثقة في مسيرتها الظافرة وقد غدت على بعد مرمى من تحقيق أحلامها وهي تقترب أكثر من رؤية 2030.
وحقًا، هذا اليوم الـ93 مختلف جدًا، كيف، وقد أطل علينا مهندس الرؤية الوطنية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبر قناة فوكس نيوز! أطل عرَّاب رؤية 2030 ومهندس الوطن الجديد عبر هذه القناة مع واحد من أشهر مذيعيها ومن أرض نيوم أكبر مشاريع الرؤية الوطنية الطموحة ليخبر العالم أن “السعودية هي أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين.” هذه العبارة شديدة الأثر، ولذا تناقلتها 400 قناة عالمية وترجمت إلى لغات عالمية، هذه العبارة لم تجيء عبثًا لأن الواقع يصدِّقها تمامًا، والإرادة والتخطيط السليم خير الشهود؛ كما تعكس هذه العبارة المكانة الواضحة التي تتبوؤها المملكة العربية السعودية في عالم اليوم، بوصفها أقوى وأسرع اقتصاد نموًا في العالم اليوم.
اتسم حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالشفافية والوضوح، وكانت لغته لغة قائد متمكن يقف خلف شعبه يدفعه للأمام، يحميه، يؤمن بطموحه، ويعلم قدرته على تحقيق الطموح بهمة عالية لا تعرف المستحيل، ويندفع نحو التغيير؛ ولقد عبر سموه عن ذلك كله بعبارة مقتضبة وكثيفة المعاني على هذا النحو: “إن الشعب السعودي مؤمن بالتغيير وهم من يدفعون لذلك.. وأنا واحد منهم.”
على أن السعودية من الدول التي لا تتغير وحدها إذ يمتد أثرها إلى تغيير العالم نحو الأفضل. وفي هذا الاتجاه أوضح سموه في حديثه الغني بالدلالات أن السعودية دولة ذات ثقل اقتصادي وسياسي كبير فهي تحتضن العالم بأسره…. نعم تحتضن العالم بأسره فهي قبلة مليار ونصف المليار مسلم يتوزعون هذا العالم الممتد الفسيح؛ وتقدم المملكة نموذجًا مشرفًا في الرعاية والاهتمام بهؤلاء المسلمين الذين يفدون إليها لزيارة الحرمين الشريفين وأداء مناسك الحج والعمرة على سبيل المثال. وبفضل قيادتها الرشيدة أضحت المملكة المصدر الأول للبترول. وتعد إحدى موازين القوة والاتزان العالمي؛ كما تعد مصدر أمان للسلام العالمي في كل الأصعدة وجميع المستويات.
إن ما قدمناه ليس مجرد كلام نظري أو ادعاء مكشوف، ولكنه حقيقة مدعمة بالواقع فالسعودية تحتضن الأشقاء اللاجئين من اليمن وسوريا والسودان وفلسطين الذين شردتهم الحروب ونكلت بهم الأحداث المؤسفة في بلدانهم. ويعيش هؤلاء على أرضها وبين مواطنيها من غير منٍّ ولا أذى. ووفقًا لأحدث تعداد أجري في المملكة، الذي أصدرته الهيئة العامة للإحصاء، في مايو الماضي، بلغ إجمالي السكان السعوديين، 58.4% فقط، في حين بلغت نسبة المقيمين على أرضها 41.6% من مختلف الجنسيات العربية والعالمية. فأي شاهد وأي دليل أقوى من هذين على خيرية هذه البلاد وإنسانيتها وبركتها!؟
وانطلاقًا من المسؤولية التي تحس بها قيادة المملكة تجاه هذا العالم وحرصها على السلام ورعايتها له، أكد سمو ولي العهد أن القضية الفلسطينية أولوية قُصوى، نافيًا توقف المحادثات مع إسرائيل، ومشيرًا إلى أن أكثر ما يشغل القيادة السعودية هو حصول الفلسطينيين على حياة أفضل وحل الصراع.
على أن هناك شواهد أو مظاهر أخرى تؤكد احتضان المملكة العربية السعودية للسلام العالمي تتجلى في الآتي:
المحافظة على أسعار أوبك فالموقف الرسمي الصادر عن ولي العهد السعودي يؤكد عدم ربط أي استراتيجيات إنتاج وتصدير بين أوبك والسعودية بوضع روسيا، وحربها مع أوكرانيا. ولهذا فالمملكة تعمل على تحقيق مبادئ العدل والسلام لعالم أكثر أمانًا واستقرارًا ورخاء. وفي هذا الإطار أكد سمو ولي العهد أن مشروع السكك الحديدية والمواني ضمن مجموعة العشرين، الذي سيربط بين أوروبا ودول الخليج والهند، سيكون أحد أهم الأعمدة اللوجستية القادمة في هيكل الصناعة والتجارة للدولة السعودية والمنطقة. وأشار سمو ولي العهد إلى أن هذا الممر اللوجستي سيقلل من وقت نقل البضائع بين أوروبا والهند بمعدل يتراوح بين ثلاثة وستة أيام، ما سينعكس على زيادة الكفاءة، وتوفير الموارد والأموال والجهود والأوقات؛ وليس ثمة شك في أن هذا الاتفاق الجديد لا ينحصر فقط على المواني والممرات الحديدية، ولكنه سيوفر أيضًا شبكات الطاقة وكابلات البيانات الممتدة بين الدول المشتركة على طول هذا الطريق.
كذلك، تشدد المملكة على ضرورة تقليل الاعتماد على النفط والتوجه نحو إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة حفاظًا على العالم، حيث أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن هذا التوجه سيدعم إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وتصديرها لأوروبا والهند.
لقد صرح سموه بأنه يرفض امتلاك أي دولة للسلاح النووي، لأن هذا يمثل تهديدًا للعالم أجمع؛ على أنه ربط ذلك بعدم امتلاك إيران للسلاح النووي، مؤكدًا أنه إذا امتلكت إيران سلاحًا نوويًا فستضطر المملكة لامتلاك سلاح نووي هي الأخرى، لكنه، كما قال ومن منطلق الحرص على السلام العالمي، لا يتمنى حدوث ذلك.
ولهذا، وتحت الرغبة الملحة في السلام واستقرار المنطقة، أعرب سمو ولي العهد عن سعادته بالتقارب التاريخي الأخير بين إيران والسعودية مبديًا تفاؤله بإنهاء عقود من الصراع بين الدولتين. وحرصًا على تبديد أي شكوك من هنا وهناك أكد ولي العهد السعودي أن مصلحة المملكة وضبط أسواق النفط العالمية هما ما يحرك السياسة النفطية للمملكة، وأن الأمر لا علاقة له بدعم طرف على آخر. وقال في هذا الصدد مشيرًا إلى روسيا وأوكرانيا: إن المملكة تربطها علاقات تجارية قوية مع كلتا الدولتين، معربًا عن أمله في حل الصراع قريبًا.
وفيما يتعلق بتحقيق الرفاهية لشعب المملكة وشعوب المنطقة العربية اهتمت المملكة بالاستثمار الرياضي بوابة للنهوض بالقطاع السياحي. وفي هذا الإطار، أشار سمو ولي العهد إلى أن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ارتفع من 3 في المئة إلى 7 في المئة؛ كما ارتفعت مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلى من 0.4 في المئة إلى 1.5 في المئة، مؤكدًا أن الاستثمار الرياضي يخلق حراكًا اقتصاديًا، ويساعد على توفير فرص عمل، فضلًا عن تنشيط قطاعَي الترفيه والسياحة.
كل تلك الإشارات من قبل ولي العهد، وكل تلك الشواهد التي قدمناها تؤكد احتضان المملكة العربية السعودية للسلام العالمي؛ كما أن حديث سموه الضافي ودلالاته المهمة والذي جاء عبر قناة فوكس نيوز جاء ليتوج اليوم الوطني المجيد الـ 93 ويجعله يومًا استثنائيًا وذكرى عظيمة، تعيد إلى أذهاننا انتصاراتنا الزاهية وأيامنا الخالدة وتبرز للعالم نموذجًا سياسيًا بحكم ملكي ذي أساس متين واقتصاد قوي وأمن مشهود قل أن يكون له نظير على مستوى العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com