المقالات

أحمد شوقي وحكمة الصيام.. بين المشقة والرحمة

يُعد أحمد شوقي أحد أبرز الشعراء في التاريخ العربي، وقد ترك إرثًا ثقافيًا هائلًا من الشعر الجميل والأفكار العميقة.. واحدة من الأفكار التي أعرب عنها شوقي بشكل مميز هي حكم الصيام. في قوله “الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع؛ لكل فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهـره العذاب وباطنه الرحمة؛ يستثير الشفقة، ويحض على الصدقة؛ يكسر الكبر، ويعلم الصبر، ويسنُّ خلال البر، حتى إذا جاع من ألف الشبع، وحرم المترف أسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع، والجوع كيف ألمه إذا لذع” يلقى فيها الضوء على فوائد وحكم الصوم.

يُعتبر الصوم حرمانًا مشروعًا في الإسلام مما يعني أنه واجب على المسلمين خلال شهر رمضان. إن هذا الحرمان يأتي بحكم؛ فهو يعلم الإنسان تقدير قيمة النعمة والطعام الذي يتناوله يوميًا، ويساعد الصوم في تذكيرنا بأهمية الشكر والامتنان لله على ما نحن به من راحة وتوفير.
تأديب النفس بالجوع يُعد جانبًا مهمًا آخر من حكمة الصيام. فعندما يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب لفترة طويلة من النهار يُصبح عرضةً للجوع والعطش. هذا التأديب يُعلم الإنسان التحكم في هواجسه ورغباته الشخصية، ويجعله يتحمل الصعاب والتحديات بصبر وقوة.
ومن الجوانب الروحية للصيام تحقيق الخشوع لله والخضوع له. إن الإمساك عن الطعام والشراب لفترة طويلة يجعل الإنسان أكثر تركيزًا وانصرافًا للعبادة والذكر، ويُساعد الصوم في تعزيز الروحانية وتقوية العلاقة بين الإنسان وربه، ويمكنه أن يكون فرصة للتأمل والاستماع الداخلي.
إن كل فريضة في الإسلام لها حكمة وفوائد جمة والصوم ليس استثناءً. فيمكن أن نرى أن هذا الحكمة ظاهرها المشقة وباطنها الرحمة. فالصوم يستثير الشفقة والرحمة في قلوب المسلمين؛ حيث يتذكرون الأشخاص الذين يعانون من الجوع والعطش في ظروف صعبة، وفي الوقت نفسه يحث الصوم كذلك على فعل الخير والصدقة؛ حيث يتعاطف الناس مع المحتاجين، ويبادرون بمساعدتهم.
بالإضافة إلى ذلك يكسر الصوم الكبر والغرور في الإنسان؛ حيث يجعله يتذكر أنه بحاجة إلى الغذاء والماء للبقاء والاستمرار، ويعلمنا الصوم أيضًا الصبر والتحمل؛ حيث يتعين على الصائمين تحمل الجوع والعطش طوال فترة الصوم مما يُعزز قدرتهم على تحمل الصعاب في حياتهم اليومية.
وبفضل الصوم يسنُّ خلال البر والتقوى. يُعتبر الصوم أحد الأعمال البارة والمحببة إلى الله، ويُعزز الروحانية والتقوى في حياة الصائمين. يُشجع الصوم على تكثيف العبادة والتفكر في آيات الله، والتأمل في الحكمة والجمال في خلقه سبحانه وتعالى.
بالإضافة إلى ذلك يُعلم الصوم الإنسان قيمة الحرمان والجوع. عندما يشعر الإنسان بالجوع، ويتعرض للحرمان من الطعام والشراب يُدرك قيمة الغذاء والمأكولات التي قد يأخذها بشكل طبيعي. كما يعيش الصائمون تجربة الجوع، ويشعرون بالألم الذي يُصاحبه مما يُعزز مشاعر الرحمة والتعاطف مع الآخرين.
وباختصار .. فإن حكمة الصيام التي يُعبر عنها أحمد شوقي في هذه العبارة تبرز عدة جوانب مهمة؛ حيث يُعلم الصوم الإنسان التقدير والشكر للنعمة ويُعزز الصبر والتحمل. كما يوجه الصائمين للخشوع والخضوع لله، ويحث على الإحسان والعطاء والتعاطف مع الآخرين. إن الصوم يجمع بين المشقة الظاهـرة والرحمة الباطنة، ويعلم الإنسان قيمة الحرمان والجوع.
#اللهم أعنا على الصيام والقيام، وصالح الأعمال، وارزقنا شكر النعم بالبذل والعطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com