المقالات

الاتحاد … النزال لا يزال

في دوري طويل وصعب وظروف قابلت الإتحاد وخاصة الإصابات التي نالت من معظم لاعبي الفريق، ولا أدري هل هي مقاولة رست على الفريق أم الحظ والنصيب كان لهما الدور الأكبر. حتى التعافي من الإصابات كان يأخذ وقتاً، فالجهاز الطبي يبدو لي هو مع مقولة “في التأني السلامة”. مرت معظم مباريات الدوري ولم يتبق إلا أربع جولات حاسمة، وهناك عدة فرق حسابياً ممكن تتصدر الدوري. فطالما لم يُحسم قطعاً فلا تسمية للبطل. نعم الإتحاد قد يبدو الأقرب. ولكن لا ينسى لاعبو الإتحاد أن هناك مباريات ربما فنياً كانت محسوبة للإتحاد، ولكن (حميدان) لا يعترف إلا بالميدان. وحميدان هذا هو الواقع والنتيجة بعد صافرة الحكم. لا يُخدّر لاعبي الإتحاد وجهازه الفني أطروحات التنصيب المبكر، وإن كانت بحسن نية أو مرتكزة على تحليلات فنية، فطالما خالفتها النتائج، فمثلاً فرق الإتحاد والهلال والأهلي خسرت نقاطاً من فرق الوسط التي كان البعض يعد نقاطها في الجيب، ولكن الجيب هذا في عالم الغيب. هذه الفرق ليست معبراً للبطولات، فلها حساباتها أيضاً. فلها اعتزازها بتاريخها، واحترامها لجمهورها، ولكل من له الحق عليها. وزد على ذلك، فهي لا تود أن تكون في وارد القلق من قاع الدوري الذي يهددها بالهبوط. الجولات الأربع أيها الإتحاديون، نقاطها الآن أثمن وأهم من الـ72 نقطة التي سبقت، فبدونها دوري “بحّ”، يعني يا كد مالك خلف. لا تفكروا أنه إذا فاتتنا نقاط أول جولة لاحقين لثاني جولة، فربما الجولة الثانية والثالثة تصيبها العدوى من الأولى، وإذا ويمكن وياليت. قال لي فلان مرة إن صديقاً له أسدى له نصيحة: إذا كنت في سفر طويل، كلما مريت من محطة بترول، أملأ خزان السيارة بالبنزين، فلا تدري المحطة الثانية متى تكون. ويقول: لم أهتم بتلك النصيحة، فالمحطات كثر. وتركت أول محطة، ولم أجد الثانية كما توقعت، والثالثة كانت مقفلة. وقضي البنزين، وصرت على حسنة المحسنين، حتى بعد حين حنّ عليّ أحدهم وأنقذ الموقف. مباراة النصر كانت شوطاً وشوط، والإتحاد حسمها في الوقت الصعب، ولعل إلى هنا الرسالة وصلت.
وأختمها بهذه الأبيات من الشعر للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ

وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ

وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ

إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر
فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ يَخونُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى