وأنت تقرأ هذه السطور، قد تتساءل: كيف تحولت رحلة الحج من معاناة طويلة محفوفة بالمخاطر إلى رحلة سهلة وآمنة ومليئة بالطمأنينة؟ الأمر ليس صدفة ، بل هو ثمرة جهود كبيرة ومبادرات طموحة، كلها تهدف إلى خدمة ضيوف الرحمن بلا كلل أو مقابل فقد ذكر قديمًا عن الحج أن الذاهب له مفقود والعائد مولود، وذلك لصعوبة الوصول وبعد المسافة ومشاق الطريق، ومسيرة محفوفة بالمخاطر لما قد يقابله الحاج من عدم توفر الخدمات والأمن والأمان في طريقه. وحتى تأسست هذه الدولة المباركة، فأصبح الطريق إلى مكة آمنًا وفيه يسر وطمأنينة، وأصبح كل من فيها خدامًا للحرم، بقيادة ملكنا الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، خادم الحرمين الشريفين، ليصبح القادم للحج مسرورًا، وعائدًا منه كيوم ولدته أمه بإذن الله.
خدمات جليلة وتسهيلات عظيمة تقدم لحجاج بيت الله لينعموا برحلة ميسرة، ابتدأت بـ: لا حج إلا بتصريح، وذلك يسهم في حصر جميع الحجاج وتقديم خدمة متكاملة لهم. وأصبحت مكة المكرمة منطقة آمنة مطمئنة تملأها السكينة والاستعدادات الدائمة على مدار العام لتيسير الوصول وأداء هذه الشعيرة والركن الخامس.
وتستمر الخدمات وتتطور من خلال مبادرة طريق مكة، والتي قدمت لخدمة ٧ دول حتى الآن، وبلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمة مليون حاج منذ إطلاقها، حيث يتم إصدار التأشيرات إلكترونيًا وإنهاء إجراءات الدخول من بلد الحاج ليصل إلى مقر سكنه مباشرة.
وتشارك كافة القطاعات الأمنية بمتابعة دائمة، واستخدام تقنيات حديثة للرصد والمتابعة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية لتيسير دخول الحجاج والمتابعة، لخدمة ضيوف الرحمن وتحسين تجربتهم.
جولات ميدانية ومتابعة لكافة الخدمات من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود، وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، ليقود جهود تنظيم وإدارة موسم الحج بالتنسيق مع كافة الجهات الحكومية، وتدشين عدد من الخدمات الجديدة للتأكيد على تقديم أفضل الخدمات وجاهزية الجهات المعنية لراحة حجاج بيت الله الحرام.
فخدمة الحاج شرف وواجب ديني وإنساني يفوق أي اعتبار آخر، وهذا النهج يعكس التزام المملكة بتعظيم شعيرة الحج وتيسيرها بكل السبل الممكنة، ولا تنظر إلى أي عائد، بل تقوم في كل سنة بإطلاق المشاريع الكبرى والمبادرات لراحة الحجاج وأمنهم. فالمملكة العربية السعودية تقدم هذه الخدمات لضيوف الرحمن دون النظر إلى أي عائد مادي. الأهم عندها راحة الحاج وأمنه، لأن خدمة الحاج شرف وواجب ديني وإنساني يفوق أي اعتبار. هذا النهج ينسجم مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة عالميًا في خدمة ضيوف الرحمن وتحقيق التميز في كل مراحل الحج.
