في واحدة من أغرب القضايا التي أُقيمت أمام المحاكم الأمريكية، تقدَّم في مايو من عام 2005م، القاضي الأمريكي “روي بيرسون” أمام المحكمة العليا الخاصة في العاصمة واشنطن، يطلب فيها استئناف النظر في دعوى رفعها على مغسلة لتنظيف الملابس، يطالبها فيها بدفع مبلغ وقدره 45 مليون دولار تعويضًا له عن إضاعة سرواله لدى المغسلة.
وكان القاضي قد خسر الدعوى التي رفعها سابقًا لدى المحكمة الابتدائية في واشنطن على محل لغسل الملابس قرب مكان إقامته، بعدما رفضت قاضية المحكمة الدعوى بحجة أن “بيرسون” لم يفسر العلامة التجارية (أساس الدعوى) بطريقة قانونية صحيحة.
ورغم أن عمال المغسلة قد عثروا على سروال “بيرسون” بعد عدة أيام من البحث، إلا أن ذلك لم يقنعه بالتوقف عن المضي قدمًا في إقامة الدعوى، التي اتهم فيها أصحاب المغسلة بأنهم قدموا له سروالًا غير سرواله الأصلي، كما اتهم “بيرسون” في الدعوى أصحاب المغسلة بتضليل الزبائن عن طريق شعارهم القائل “رضا المستهلك مضمون”، وطالب بمبلغ وقدره 1500 دولار عن كل يوم عُرِضَ فيه الشعار على مدى أربع سنوات مضروبًا في ثلاثة، وهم عدد أفراد أسرة “شونغ” مالكي المغسلة، كما طالب بمبلغ 15 ألف دولار مقابل استئجار سيارة لنقل ملابسه إلى مغسلة أخرى لمدة عشر سنوات.
ويُشار إلى أن مالكي المغسلة قد تكبدوا حوالي 85 ألف دولار، وهي قيمة أتعاب نفقات محامي الدفاع عن القضية، ومن يومها اعتُبر القاضي “بيرسون” رمزًا لتلك الطبقة الأمريكية التي تبحث عن ضحايا لتُوقِعهم في حبائل قضايا التعويضات، ورغم خسارته للدعوى إلا أنه أصر على المضي قدمًا في دعواه للحصول على التعويض.
دعاني للكتابة قصة مشابهة تمامًا حدثت لأحد أصدقائي المقرّبين وقت أدائه فريضة الحج في إحدى السنوات، حيث قام بتسليم ملابسه لإحدى مؤسسات الطوافة التي قامت بتمكينه من أداء الفريضة، وبعد انتهائه من طواف الإفاضة استلم ملابسه من المغسلة، والمفاجأة أنه لم يجد سرواله ضمن ملابسه التي أرسلها لكي تقوم بغسلها المغسلة الخاصة بغسل ملابس الحجاج، وبعد أخذٍ وردٍّ قامت المغسلة بإعطائه سروالًا آخر تبيّن لاحقًا أنه يخص مالك المؤسسة نفسه، إلا أن القضية انتهت بالتراضي بين الطرفين دون رفعها للمحاكم.