المقالات

إلى أين تتجه بوصلة الطائف؟

الطائف المأنوس، وعروس المصايف، والعاصمة الصيفية، ومدينة الورد، وبوابة مكة… هذه الأوصاف وغيرها أُطلقت على مدينة الطائف الجميلة بطبيعتها الخلابة وجوّها المعتدل طوال العام. وقد حظيت باهتمام كبير عندما كانت مقرًا للحكومة في فصل الصيف، وعندما كانت تُعقد فيها كثير من المؤتمرات والعديد من المناسبات والفعاليات المحلية والدولية.

لكننا لم نعد نرى ذلك الاهتمام الذي كانت تحظى به سابقًا، رغم النهضة الكبيرة والشاملة التي تشهدها جميع مناطق المملكة، برعاية كريمة واهتمام كبير من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – تماشيًا مع رؤية سموه الكريمة 2030.

لقد فقدت الطائف جزءًا من بريقها بعد أن توقفت فعاليات كثير من المشاريع السياحية القديمة، وتوقف العمل بها أو انخفض مستواها، ولا يُعلم السبب. فعلى سبيل المثال: حديقة الملك فيصل، وحديقة الملك فهد، ومنتزه النقبة الحمراء، وسوق عكاظ؛ بعضها توقف عن العمل، والبعض الآخر تدنّى مستواه التشغيلي وأصبح ارتياده منخفضًا جدًا.

وفي جانب آخر، أصبحت الطرق داخل المدينة وخارجها مزعجة بسبب رداءة الأسفلت، فالمتنقل بين مدن جدة ومكة المكرمة والطائف يجد الفرق بينها كبيرًا جدًا؛ فمن هدوء في القيادة إلى ضجيج يؤرق قائد المركبة، حتى يشعر بأنها ستتعثر من كثرة المطبات المزعجة وسوء السفلتة.

كما أصبح تنفيذ الطرق بطيئًا جدًا، فالطريق الدائري مضى على البدء فيه أكثر من عشر سنوات بين العمل والتوقف. وفي اعتقادي، لو كان هذا المشروع في مدينة أخرى لتم إنجازه خلال عام واحد فقط. وهناك أيضًا مشروع سياحي أُعلن عنه منذ سنوات يربط بين منتزهي الهدى والشفا، لكنه لم يرَ النور حتى يومنا هذا، ولا توجد بوادر لبدء العمل فيه.

وعلى جانب آخر، سُمّيت المنطقة الواقعة شرقي المدينة باسم (الطائف الجديد)، وقد ضمّت العديد من الأحياء، ومنها حي الرميدة وحي وادي جليل وغيرها. هذه الأحياء، ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام، تنشر أمانة الطائف أخبارًا في وسائل الإعلام بأنها ستقوم بسفلتة تلك الأحياء، ومع الأسف فإن ما تم سفلتته لا يزيد عن نسبة واحد بالمئة من شوارعها، مما جعل سكانها يعانون معاناة كبيرة عند هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه، وما ينتج عنه من تلف للسيارات وصعوبة في التنقل.

وفي الجانب الرياضي، هناك ناديَا عكاظ ووجّ، وهذان الناديان لم يأخذا حقهما من الدعم المالي والفني، إذ يقبعان في الدرجات الدنيا في الدوري السعودي، في حين أن هناك أندية جديدة في مناطق ومدن أخرى ليست بتاريخ هذين الناديين، تم دعمها فأصبح بعضها في الدرجة الأولى، والبعض الآخر صعد إلى الدوري الممتاز.

كلنا أمل أن يعود الاهتمام إلى هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب، ليصبح المصيف الأول بحق وحقيقة.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. شكرا يا استاذ صالح
    فعلا الطائف مشاريعها متعثرة فعلى سبيل المثال قبل خمسة سنوات استلمت شركة نجم المرقاب سفلتة ٥٠ شارعا من شوارع الرميدة استبشر الأهالي خيرا وفعلا بدأت الشركة في العمل حتى إذا لم يبق إلا وضع الاسفلت ، انسحبت الشركة فجأة وتركت الشوارع ترابية تساقطت بها الاحجار وكثرت فيها الأخاديد والحفر
    كما وعدنا قبل فترة بتوسعة وادي جليل الرابط بين كوبري الأمير محمد بن عبد العزيز إلى ضاحية اسكان جليل ولم نر أي بوادر للبدء في العمل
    أما النشاط الفني والرياضي فهو في خبر كان وسوق عكاظ الذي تفاءلنا خيرا بعودته عاد إلى سباته من جديد والامل بالله وبرؤية سيدي ولي العهد حفظه الله

  2. كذلك أحياء ريحة والواصلية والسلمانية وذوي حجي تحتاج إلى اهتمام وسفلتة

  3. تقرير أكثر من رائع ،يدل على اهتمام أبناء المنطقة بمدينتهم ،بارك الله فيمن كتب وفيمن قرأ،ومن تجاوب وحفظ الله بلاد الحرمين وحكامها وأعز المملكة العربية السعودية ورفع مجدها.🇸🇦

اترك رداً على أبو عبد الرحمن إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى