عام

«عوض الهتاني».. شاعر الميدان و268 ألف متابع لقصائده

منذ بداياته الأولى، اتخذ عوض سنيان علي الهتاني الزهراني من الشعر وسيلة للتعبير والانتماء، فجاءت قصائده وصوته انعكاساْ لبيئته وهويته، وقد انطلقت تجربته من وادي عليب بمركز الجرين في تهامة منطقة الباحة، قبل أن تمتد إلى محافظة جدة، حيث تنوعت مشاركاته، واتسع حضوره على الساحة بتدرج وثبات، واستطاع أن يصل بقصيدته إلى الجمهور في الميدان وعبر المنصات الرقمية مستنداً إلى مشاركات ميدانية وبدعم قبيلته، ولا يزال يواصل مسيرته واثقاً بأن التوفيق بيد الله مع حرصه المستمر على تطوير إمكانياته والوفاء لموهبته الشعرية.

وقد ولد الشاعر «عوض» قبل 32 عاماً، وبدأت علاقته بالشعر بعد مرحلة الثانوية، حيث أخذ يكتب ويمارس الشعر في الجلسات خطوة بعد أخرى، إلى أن تمكن من إمكانياته، وأصبح حاضراً في المناسبات بمشاركات شعرية لافتة، وأكد أن مشاركته في المناسبات لم تكن مجرد إلقاء، بل مسؤولية، مشيراً إلى أن الشاعر هو «لسان القبيلة»، وهو ما جعله يحرص على تمثيل قبيلته خير تمثيل في كل حضور.

وأوضح «الزهراني» أن الفضل بعد الله يعود إلى والده رحمه الله «سنيان الزهراني»، ثم لقبيلته «آل هتان»، وعلى رأسهم الشيخ «حسن عبدالرحمن الهتاني»، الذي كان داعماً ومسانداً له في مسيرته، وفتح له أبواب المشاركة مع القبيلة في مختلف المناسبات.

 
 كما أشار بفخر إلى انتمائه لبيت «آل هاشم»، مؤكداً أن هذا الدعم شكل دافعاً قوياً للاستمرار والعطاء في الساحة.
 
وفي حديثه عن مشاركاته الإبداعية، كشف الشاعر «عوض» أن أقرب القصائد إلى قلبه هي تلك التي كتبها بصدق، وعكست تجربته الإنسانية والشخصية. ولفت إلى أن القصائد الوطنية كانت حاضرة بقوة، لما تحمله من معاني الانتماء والولاء للحكومة الرشيدة وشعبها النبيل، إلى جانب القصائد الاجتماعية التي لامست هموم الناس، والقصائد الوجدانية التي حملت مشاعر صادقة، ووجدت صداها الطيب لدى المتلقين.
 
أما عن أسلوبه في الحفلات، فأكد «الزهراني» أنه يعتمد على التفاعل المباشر مع جمهور العرضة، واختيار القصيدة التي تنسجم مع أجواء المناسبة، وأوضح أنه يتنقل بين الحماسي والوجداني، مع حرصه على الإلقاء الواضح والمشاعر الصادقة دون مبالغة، سعياً لترك أثر جميل وذكرى طيبة لدى الحضور.
 
ولم يغفل الشاعر «عوض» عن حضوره الرقمي، حيث أشار إلى نشاطه في منصة تيك توك، التي يتابعه فيها قرابة ربع مليون متابع، ويتلقى منهم تفاعلاً لافتاً وتعليقات إيجابية «تسعد الخاطر» على حد تعبيره، وهو ما يعكس وصول قصيدته لشريحة واسعة من الجمهور.

وبيّن «الزهراني» أن تفاعل الجمهور مع قصائده كان مشجعاً وإيجابياً، سواء في أثناء الإلقاء بالإنصات وردود الفعل المباشرة، أو بعد الحفلات، وأكد أن أكثر ما يسعده هو وصول معنى القصيدة إلى المتلقي، معتبراً ذلك الوقود الحقيقي للاستمرار وتقديم الأفضل.

وفي قراءة صريحة لواقع ساحة العرضة، أشار الشاعر «عوض» إلى أن الساحة اليوم تختلف عما كانت عليه في السابق، مؤكداً أننا فقدنا شعراء كان لهم أثر كبير في حماس الحفلات، أمثال: عيضة بن طوير، عطية السلطاني، ابن مصلح، والغويد. لكنه في الوقت ذاته، أوضح أن الساحة لا تخلو من شعراء شباب مبدعين، يحتاجون فقط إلى الوقت والاستمرار ليصلوا إلى ذات الأثر، متفائلاً بمستقبل واعد لهم.
 
وعن التحديات، كشف «الزهراني» أن أبرزها كان إثبات الذات في ساحة مزدحمة بالأسماء الكبيرة من الشعراء، إلى جانب كيفية تطوير الأسلوب والحضور أمام الجمهور، وأوضح أنه تجاوز هذه التحديات بالإصرار والعزيمة، وصقل الموهبة بالمشاركات، والاستفادة من النقد البناء، مع الثقة بالنفس والدعم من المقربين.
 
وأشار الشاعر «عوض» إلى أن من إيجابيات الساحة انتشار القصيدة ووصولها لشريحة أوسع، إضافة إلى اكتساب الخبرة وبناء العلاقات، أما السلبيات، فتكمن – بحسب وصفه – في ضغط الوقت، واختلاف أذواق الحضور، وهي تحديات يراها جزءاً طبيعياً من المشاركات الشعرية.ِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى