في خطوة جريئة ومحورية نحو تعزيز الصحة العامة والحد من آفة التدخين وفي خطوة طال انتظارها، جاء القرار الصادر من وزارة البلديات والإسكان بمنع بيع الدخان ومشتقات التبغ في البقالات ، ومحلات التجزئة الصغيرة ( الأكشاك ) ليؤكد أن صحة الإنسان لم تعد خيارًا ثانويًا بل أولوية وطنية ومجتمعية قصوى فهذا القرار الجريء ليس مجرد تنظيم تجاري؛ بل هو رسالة واضحة أن حماية الأجيال الجديدة من آفة التدخين أصبحت هدفًا استراتيجيًا لا تهاون فيه يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي حملت بين طياتها الارتقاء بالمجتمع والمحافظة على مقدراته ومكتسباته وأهم هذه المكتسبات حماية شبابه من كل ما يهدد حياتهم وصحتهم .
ولطالما كانت البقالات من أكثر المنافذ التي تسهِّل على المدخنين شراء السجائر في أي وقت، خاصة صغار السن والمراهقين الذين قد يجدون بعد صدور هذا القرار صعوبة في الشراء من الأماكن الأكثر تنظيمًا. لا سيما وأن وجود السجائر في هذه المحلات الصغيرة جعل من التدخين عادةً يومية سهلة يصعب الإقلاع عنها .إلا أن هذا القرار سيحد بشكل ملموس من التوفر العشوائي لهذه الآفة الفتاكة ليصبح التدخين بعد صدوره خيارًا أصعب، مما يسهم في تقليل أعداد المدخنين، وحماية المراهقين من الوقوع في هذا الفخ الصحي والاجتماعي الخطير. كما سيعزز من ثقافة الوعي داخل المجتمع ويجعلهم يدركون بأن السجائر لم تعد سلعة عادية تباع بجانب الحليب والخبز، بل هي خطر حقيقي يستحق أن يُحاصر ويمنع من كل الجهات.
وباختصار : فإن هذا القرار يعد خطوة شجاعة وإيجابية تستحق الدعم والمساندة من قبل أصحاب هذه البقالات والاكشاك لإن ذلك يعد استثماراً حقيقياً في صحة الأجيال الحالية والمستقبلية، ورسالة واضحة بأن صحة الإنسان تأتي في المقام الأول، فوق أي اعتبارات مادية أو ربحية.بل أنه يعد خطوة جريئة ومدروسة نحو حماية الصحة العامة وبناء مجتمع خالٍ من التدخين .من خلال تعزيز الوعي، وحماية الشباب، وتغيير الصورة الاجتماعية للتدخين، فالاستثمار في صحة الأفراد هو استثمار في مستقبل الأمة، وقدحان الوقت المناسب لاتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة.
وخزة قلم :
منع دخول من تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاماً للأماكن المخصصة لبيع التبغ سيعزز هذا القرار وسيقطف المجتمع ثماره قريباً .
