المقالات

القُرى التراثية والمزارع الريفية حكايات تروى في سياحة الباحة

أصبحت سياحة القرى التراثية والمزارع الريفية في الباحة تُشكل انموذجًا رائدًا للسياحة المستدامة على مستوى المملكة ، والتي لا تقتصر فوائدها على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد إلى الجانب النفسي والترفيهي وكذلك المحافظة على الموروث الثقافي والطبيعي للمنطقة. لا سيما وأن الباحة تقع بين احضان جبال السروات، كجوهرة خضراء تحرسها الطبيعة لتشكل لوحة زمنية رسمها الأجداد، وطرزها الأحفاد بعد أن أعادوا لها النبض لتكون وجهة سياحية تروي حكايات الزمن الجميل، وتوقظ في النفس ذكريات ماضي الأجداد العريق .

وتجسد هذه القرى الأثرية وهذه المزارع الريفية عبقرية إنسان الباحة في التكيف مع الطبيعة.، وتروي لنا حكايات أجيالٍ عاشت في انسجام مع البيئة.فبينما تستمتع بجزء من يومك في استكشاف القرى التراثية،وهندسة البناء العجيبة فيها فإنه يمكنك أن تكمل وقتك بزيارة إلى إحدى المزارع الريفية، حيث يستقبلك المزارعون بابتساماتٍ دافئة وكرم ضيافةٍ لا يُضاهى يتصدره تذوق القهوة العربية المُعدة على الطريقة التقليدية، ومن ثم الاستمتاع بوجبةٍ شعبية تحضر من منتجات الأرض الطازجة، كالخبز المصنوع في النار والمأكولات الشعبية الأخرى .

وإذا كانت القرى التراثية هي الروح التاريخية للباحة، لما تقدمه من تجربة حية تلامس الروح والوجدان .، خاصة إذا ما علمنا بأن لكل حجر فيها حكاية، ولكل نافذة مع شُرفاتها الخشبية أسرار تحكي عن فن معماري رفيع ،فإن المزارع الريفية هي قلبها النابض بالحياة، فما أن تخطو خطواتك الأولى في تلك المزارع إلا وتدهشك أصوات المياه المنسابة من العيون الطبيعية، والظلال الوارفة التي تُلقيها أشجار الموز والتين، والعنب والرمان التي تمنح الزائر تجربة فريدة تمزج بين عبق التراث وروعة الطبيعة حيث تختلط رائحة تراب الأرض مع عبير الزهور،لتكون ملاذًا للباحثين عن الهدوء والسكينة والراحة النفسية

وخلاصة القول فإن السياحة في الباحة باتت قصيدة ممزوجة تكتبها الأرض، وتلحنها الأشجار ، وتغنيها الطيور على جنبات مزارعها الريفية وقراها التراثية حاملة بين مفرداتها ترحيبة الآباء والأجداد ( مرحباً هيل عد السيل ) لكل زائر للباحة، ولكل من يرغب في استعادة جزء من روحه التي تاهت في زحام حياة المدنية الصاخبة ليعيش تجربة الريف الأصيلة بكل تفاصيلها ، حيث يمتزج عبق التاريخ مع نسيم الجبال البارد، في تجربة سياحية لا تُنسى، ففي قراها التراثية، ستجد الماضي يحتضنك، وفي مزارعها الريفية، ستجد الحاضر يبتسم لك.

همسة قلم :
من أراد أن يسرق لحظة من الزمن، ويكتب في ذاكرته فصلًا جديدًا من قصة عشقٍ مع الأرض والتاريخ.، فليأت الباحة زائراً ولعلّه يعود منها عاشقًا.

عبدالرحمن العامري

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى