المقالات

بطلٌ من بلادي اسمه ( إبراهيم بن بادي)

عبدالرحمن العامري

إبراهيم بن بادي الزهراني، اسمٌ قد لا يعرفه الكثيرون، إلا أنه يمثل قصة بطولة حقيقية تستحق أن تروى، في كل زمان ومكان ، فهو أحد الجنود السعوديين البواسل الذين ظهرت بسالتهم في الدفاع عن الدين والوطن ، وسطروا أروع ملاحم الشجاعة والفداء في ساحات المعارك. اثناء عمليات عاصفة الحزم ، التي قادتها المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، فأثبتوا للعالم بأسره أن السعودية لا تنكسر، وأن أبناءها البواسل هم الدرع الحصين الذي يحميها. وأنهم صورة للوفاء بالعهد والولاء للقيادة والشعب .

ومن بين تلك المواقف المشرقة، في عاصفة الحزم يبرز اسم البطل إبراهيم بن بادي الزهراني، أحد أبناء هذا الوطن الأوفياء الذين جسّدوا الشجاعة في أبهى صورها ، حيث انطلق ضمن القوات السعودية المرابطة على الحدود الجنوبية ولم يتردّد لحظة واحدة في تلبية نداء الواجب بل اقبل على ميدان المعركة بقلبٍ مفعم بالإيمان، واضعاً أمام عينيه إما النصر وإما الشهادة مدركاً أن التضحية في سبيل الوطن أسمى صور المجد والشهرة ، فواجه الأخطار مع زملائه الأشاوس بصدرٍ رحب وقلبٍ ثابت. فكان دائمًا في طليعة الصفوف، يتقدم غير آبه بتلك المخاطر فأظهر في عدة معارك مهاراته وقدراته العالية على التعامل مع أصعب المواقف وأقساها .

ولعل أبرز ما يجسد بسالة إبراهيم الزهراني هو الموقف الذي أصيبت فيه قدميه فلم تكن إصابته هي النهاية، بل كانت بدايةً لخلود اسمه في سجل الأبطال. فقد ترك خلفه قصةً تروي معنى الصبر والعزيمة وبات أنموذجاً لكل جندي سعودي دافع ببسالة عن تراب هذا الوطن. حيث ستبقى قدماه التي فقدهما حكاية تسجل بمداد من ذهب في صفحات التاريخ وسيبقى اسمه مخلداً في سجلات الكرامة، والعزة والشرف وستروى سيرته وبطولاته جيلاً بعد جيل، وستبقى كل قطرة دم طاهرة سالت منه درساً في الوطنية والإخلاص شاهدة على أن تضحياته وتضحيات جميع المصابين والشهداء من أبناء هذا الوطن المعطاء لن تذهب هباءً، منثورا ، بل ستبقى خالدة في ذاكرة الأمة، لتلهم الأجيال القادمة وتغرس فيهم قيم الولاء والفداء للدين والوطن .

وختاماً فإن شجاعة إبراهيم بن بادي الزهراني وكافة جنودنا ستبقى جزءاً من ذاكرة المملكة، وحكاية خالدة مدى الحياة ، وستبقى دليلاً على أن هذا الوطن محروساً برجاله الأوفياء ،الذين لم يتخلّوا عن واجبهم، بل حملوا أرواحهم على أكتافهم فداءً للدين، وذوداً عن الوطن ، وما ذلك إلا حصيلة لتربية أصيلة وقيم راسخة تربوا عليها في أرضٍ أنجبت الأبطال، وغرست فيهم حب الوطن والإخلاص للدين والقيادة.

همسة قلم :
الأوطان لا تبنى إلا بدماء الشرفاء، والمجد لا يُصان إلا بالتضحيات.

عبدالرحمن العامري

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى