لقاءات رمضانية

اللواء عساف القرشي : الفقر افضل من الغنى ،و آثر كاميرات المراقبة المنزلية كبير

 

(مكة) – حوار عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
تواصل صحيفة مكة الإلكترونية لقاءاتها الرمضانية ، والإلتقاء بعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة لنستعيد معهم ذكريات الماضي وبداياتهم العملية في تلك الحقبة الزمنية الهامة .
ضيفنا اليوم اللواء المتقاعد عساف بن سالم القرشي ، نتعرف معه على بعض الجوانب من حياته العملية.

.

– في البدء نتعرف على ابن مكة المكرمة.
لواء متقاعد عسّاف سالم بن درويش القرشي مواليد منى مكة المكرمة عام ١٣٨٠هـ.

.

 

– في أي حارة كانت نشأتكم؟
في منى المعروفة من الداخل والخارج.

.

– أين تلقيتم تعليمكم؟
الابتدائية في مدرسة منى الإبتدائية ومدرسة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-قبل أن تصبح مدرسة الملك خالد-رحمه الله- والمتوسطة في مدرسة جعفر بن ابي طالب -رضي الله عنه- والثانوية في مدرسة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-ثم كلية الملك فهد الأمنية عام ١٣٩٩هـ وتخرجت ١٤٠٢هـ برتبة ملازم ثاني ثم تعينت في الأمن العام ثم مرور العاصمة المقدسة وكان لي الشرف في خدمة العاصمة المقدسة وسكان مكة.

.

– ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة؟
ذكريات راسخة إلى يومنا هذا، من طرق وأزقة ومزارع والألفة والمحبة بين أبناء الحارة في منى، والمزارع كانت في شمال وجنوب الجمرات الكبرى.

– في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية ماذا كنتم تتطلعون حينها؟
لا اخفيك بعد الثانوية كان هنالك تشتت كبير فكان اتجاهي نحو الخطوط السعودية وكان اتجاهي الآخر إلى الابتعاث، ولكن الرزق كُتب بأن أكون من خريجي الكلية الأمنية وذلك كان حلم لكل شاب في وقتي على الرغم أنها لم تكن في بالي ! .

– تربية الأبناء في السابق بُنيت على قواعد صلبة ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
أطال الله في عمر والدي الغالي ووالدك وجميع المسلمين تربينا على التربية الصحيحة على المحبة والألفة والاحترام والتقدير وطاعة الله سبحانه وتعالى.

.
– في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد ماهي أبرزها؟
من ضمنها أننا لا يمكن أن نجلس في المجلس الذي فيه كبار السن وفي المناسبات نكون واقفين على الضيوف ونزودهم بما يحتاجونه، واحترام الكبير ومعاونة الجار.

.
– أين كان لشخصكم أول محطة في الحياة الوظيفية وآخرها؟
أول محطة كانت في عمر ١٨ عاما في أمانة العاصمة المقدسة في الحج عندما كنا نراقب الأغنام وقبلها كان متعارف عليه أنه من العيب أن لا يعمل أبناء منى في الحج ! فكنا نعمل في البسطات ونبيع المشروبات ولكن ليست وظيفة رسمية، أما أول وظيفة رسمية كانت تخرجي من كلية الملك فهد الأمنية وتعييني برتبة ملازم ثاني في مرور العاصمة المقدسة وآخرها مدير شرطة العاصمة المقدسة برتبة لواء .

 

.

– شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية المميزة حدثنا عنها.
أريد أن أبدأ بالحج مما له من أهمية لنا نحن سكان منى حيث كانت تبدأ أهميته من بعد عيد الفطر مباشرة ونشاهد أشياء لا نشاهدها إلا من حج إالى حج فكان شئ يصعب وصفه عندنا وتعتبر منى في أزهى وصف .. فلك أن تتخيل أن منطقة لا يدخلها ٣٠٠شخص يصبح داخلها مليون نسمة ! ثم يعود المكان لوجود ٣٠٠ شخص فقط .. فتخيل هول المنظر والصدمة،أما شهر رمضان المبارك شهر جميل بفعالياته وروحانيته وحضورنا للمساجد وسهرنا إلى إخر الليل ولعب كرة الطائرة.
– تغيرت أدوار العُمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة كيف كان دور العمد سابقًا خصيصًا في حارتكم منى ؟
العمد كان دورهم دور اجتماعي أمني أخلاقي.. كان العمدة هو القدوة والمصلح في الحارة وكان يعرف عدد السكان الذي كان قليل ويحل مشاكلهم ويتواجد في الليل مع العسس، ولكن الآن لا يلام بسبب كثرة السكان والتوسع الجغرافي وأنا من مؤيدين دعم العمد وتطوير دورهم.

.
– القامات الإجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها حضور ملفت في منى؟
كان لدينا في منى شخصيات لها دور في حث أبناء الحي على مواصلة التعليم وتهذيب أخلاق الشباب ولكن لا أتذكر شخص بعينه وأخاف نسيان اسم معين !.

.
– هل تتذكرون موقف شخصي ولن تنسوه؟
طبعًا لا أنسى فضل والدي-يحفظه الله- وتواجده معنا في الرياض لمدة ١٥ يوما بعد تخرجي لا سيما وكنا أنا وأخي في دورة واحدة ؛ لبذل محاولات تثبيتنا في مكة المكرمة.

.

– المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة هل تعرفونها ببعضٍ منها؟
كطالب أتذكر المدرسة ودورها الاجتماعي والتعليمي أتذكر دور المعلمين المخلصين الذين نلتمس منهم عملية التربية والتعليم في آن واحد، ولكن الآن أعتقد بسبب كثر عدد الطلاب يواجه المدرس صعوبة سواءً تعليمية او تأديبية.

.

– كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة للناس في كل مكان ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق وما أثرها على المجتمع الآن؟
أتذكر الجرائد والمجلات ولكن تعتبر ثقافة معلوماتية فقط بدون تأثير يذكر !.

.

– تظل الأفراح محطات لا تنسى في الحارة، ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة وكيف كانت؟
اتذكر زينة العيد في منى التي كانت فعلًا لها دور في تقارب أهل الحارة وأتذكر احتفالات سلامة الملك خالد- رحمه الله- عام ١٣٩٦هـ .

.

– الأحزان في الحياة سنة ماضية كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها؟
سابقًا كان عندما يموت أحد ولمدة ثلاثة أيام لا يشتغل التلفاز وكان جميع أهل الحارة يحزنون..! وليس فقط اهل الميت وكان ترابط الحي ممتاز وعند الجنازة كان الجميع حزين وليس فقط أهل الميت.

.
– الأحداث التأريخية في حياتكم والتي عايشتها..هل تتذكرونها؟وما الأبرز منها؟
طبعًا.. أحداث الشغب والمظاهرات التي كانت تحدث في الحج ولكن كنّا لها بالمرصاد ولله الحمد وأيضًا احداث حرائق منى.

.
– ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها منى؟
قبيلة قريش تشتهر بالمجرور ولا سيمّا بعد “التعشير”.

.

– لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولةعظيمة لسيدنا علي- رضي الله عنه- هل تروون بعضامن قصص الفقر المؤلمة؟
لأكون صادق عشت بداية حياتي مع أبي في فقر ولكن أرى أن الفقر أفضل من الغنى لما لمسناه من تباعد ؛ نتيجة المادة فأقول ان الفقر أهون ؛لأن الجميع كان متقارب.

.
– ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟
أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعيدنا إلى منى !!.

.

 

– رسالة لأهالي الأحياء الجديدة.. وماذا يعجبكم الآن فيهم؟
أهنئكم على أحيائكم الجديدة وأرجو منكم المحافظة عليها، ويعجبني فيهم أنهم ما زالوا محافظين على عاداتنا.

.

– كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
مع والدي، أغلب وقتي مع هذا الكنز ! الله يحفظه.

.
– لو عادت بكم الأيام ماذا تتمنون؟
أتمنى أن أعود للسكن في منى!!.

.
– صراحةً ما الذي يبكيكم في الوقت الحالي؟
خلو مساجدنا، لا..أرى شبابنا في المساجد إلا من رمضان إلى رمضان.

.

– ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟
أتذكر كنت مستلم مواقف الغزة..وكان بطبيعة الحال يحاول البعض الدخول للمواقف وكنت أقوم بعملي فكانوا ينقلوا رسالة عني أنني سئ الطباع..ولكن حقيقة أحيانًا لا أرد السلام بسبب ضغط العمل وليس بسبب أنني لا أريد .. فأحببت أن أغير المفهوم وجاء شخص وأعتقدت أنه يريد المواقف ويعرفني فرحبت به وزدت التراحيب فالتفت إلي ببرود وقال: “يا أخي طريق الطايف وين!؟”.

.

– لمن تقول لن ننساكم؟
لأمي وخالتي -رحمهما الله-التي ربتني وهي أمي الثانية.

.
– لمن تقول ما كان العشم منكم؟
كمبدأ اعمل الشئ لله تعالى وليس لأحد لذلك لا أعاتب أحدا أبدا.
– التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا..وتقولون لمن سامحناكم؟
أقول لكل من عرفته سامحتك ولكل من يعرفني سامحني.

.

– في عهد عملكم كان لك احتكاك مباشر بوزير الداخلية ماهو الشئ الذي تتذكروه عن الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله؟
شهادتي مجروحة في الأمير نايف بن عبدالعزيز أنا اعتبره أخ كبير وصديق وحبيب من تعامله الراقي معنا رحمه الله.

 

.
– اللواء عسّاف كانت لك فكرة جيدة وأثبتت جدواها بعد تقاعدكم من الوظيفة ألا وهي كاميرات المراقبة الأمنية أعطنا مختصرا عن الفكرة.
كنت ومازلت أناشد بها وأن يطبقوها في الفنادق والطرقات والمستشفيات وحتى كل رب أسرة أن يتعاون مع رجال الأمن في وضع كاميرات في جميع أنحاء المنزل وبالفعل سيكون لها أثر كبير في حل الكثير من القضايا.

.
– لواء عساف القرشي كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء؟
 أوجه شكري لله ثم لكم ولصحيفة مكة الالكترونية وأرجو أن تتطور على الصعيد المحلي والدولي وانتظر اليوم الذي أرى فيه صحيفة مكة الإلكترونية على مستوى المملكة كاملة.

 

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. اللواء.عساف القرشي اخ وصديق وكل منسوبي شرطة العاصمه المقدسه يحبونه من طيب وسمو اخلاقه ربي يسعدك يا ابو محمد احسنت الاختيار وامتعتنا بالحوار

  2. أبو محمد من الشخصيات التي يصعب تكرراها في زماننا هذا.
    رجل ذو أخلاق عالية يتشرف بخدمة الصغير قبل الكبير.
    له من المواقف الكثير والكثير والتي تعكس مدى اصالة معدنه ، وطيب سجيته.
    امتعتنا بذكرياتك الجميلة وذكريات منى والماضي الجميل، أسأل الله أن يديم علينا وأياكم نعمة الأمن والأمان ويتقبل العبادة والصيام.

  3. الله يرحم اللواء هاشم بن سليمان عنقاوي مدير شرطة العاصمة المقدسة رحمة واسعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى