المقالات

الكهرباء ورفاهية المُواطن

حدثني أحد الأصدقاء الذين يسكنون بإحدى مناطق مملكتنا الحبيبة أنه انتهى من بناء منزله قبل عدة أشهر بتكلفة ناهزت المليون ريال، ويقول هذا الصديق: إنه وبشكل يومي يجلس في أحد أركان منزله الصامتة والظلام يحيط به من كل جانب إلا من نور خافت يشع من كشاف جواله؛ نظرًا لعدم وجود كهرباء به بسبب قرار منع إيصال التيار الكهربائي إلا بوجود صك شرعي، ويقول هذا الصديق: إنه في كل مرة يدخل في منزله يستيقظ يعتصره الألم والحسرة، وهو يرى تحويشة عمره طول سنوات عمله قد تحوَّلت إلى منزل موحش لا حياة فيه، رغم أنه بناه على أرض متوارثة منذ عهد الجدود وبوثيقة تمتد لمئات السنين، ورغم أنه بدأ في البناء قبل صدور قرار المنع إلا أن ظروفه لم تسعفه؛ ليكمل بيت العمر قبل أن يصطدم بالواقع المرير !

وبعد كل هذه الحسرة وكل هذا الألم؛ فإن هذا الصديق يتساءل كما يتساءل غيره من المواطنين هل سيتحقق حلمهم ويسكنون منازلهم التي دفعوا فيها الغالي والنفيس؟! وهل هناك بوادر لانفراج أزمة إيصال التيار الكهربائي لتلك لمنازل التي لا يملك أصحابها صكوك شرعية؟! لا سيما وأن خطاب ولي العهد -حفظه الله- الذي ألقاه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى قبل أيام قد أوضح فيه أن بلادنا ماضية في نهضتها التنموية وفق رؤية 2030 وبرامجها الطموحة، التي ستبقي المملكة بتوفيق الله في تقدم مستمر، وستحقق للمواطنين سبل الحياة الكريمة.
نعم.. إننا جميعًا نتساءل، وكلنا أمل في نور قرار تصدره قيادتنا الرشيدة يضيء جنبات تلك المنازل التي لا تتعارض مواقعها مع أي مشاريع حكومية، ولا يوجد عليها أي مُطالبات أو منازعات خاصة لتلك المنازل التي بُنيت على أملاك توارثها الناس أبًا عن جد منذ مئات السنين مع العلم أن الجميع لا يعارضون أي خطوات تنظيمية تقوم بها الجهات ذات العلاقة؛ متأملين في نفس الوقت من قيادة هذا البلد المعطاء الذين نُدين لهم بالسمع والطاعة والولاء، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه-، وعراب رؤيتنا المُلهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بأن يكون هناك مراجعة لقرار إيقاف إيصال التيار الكهربائي للمنازل التي لا يملك أصحابها صكوكًا شرعية متى ما ثبت أن هذه المنازل ليس عليها أي مخالفات تمنع من تمتع أصحابها بالنور الذي يُبدد ظلامها الدامس. خاصة وأن معظمهم لم يحالفهم الحظ كما حالف غيرهم في الحصول على منح سكنية تتوفر فيها كافة الشروط التي تجعل الكهرباء تسكن منازلهم قبل أن يسكنوا فيها .

وخلاصة القول: فإن الكهرباء والماء عصبا الحياة، ولا يستطيع الإنسان أن يصبر على فقدهما، فهما من ثمار وركائز النهضة الحديثة التي قدمتها حكومتنا الرشيدة للمواطن ولله الحمد؛ بالإضافة إلى الطرق الحديثة وخدمات الاتصال وغيرها من الخدمات الصحية والتعليمية والزراعية، وكل ذلك من أجل أن ينعم المواطن بحياة مستقرة في كل زمان ومكان، ومن هذا المنطلق فإننا نكرر رجاءنا للجهة المسؤولة عن تنظيم خدمات الكهرباء بأن تنظر بعين الرحمة التي عرفناها منذ قيام هذا الكيان العظيم على يد جلالة الملك عبد العزيز- رحمه الله وطيب ثراه- وحتى عصر سلمان الحزم والعزم، وأن تُعيد النظر في قرار إيقاف إيصال الكهرباء إلا بصك شرعي، وذلك لحاجة الناس الماسة لهذه الخدمة الضرورية؛ فبدونها يفقد المنزل روحه التي يتنفس بها؛ داعين الله أن يحفظ السعودية وقيادتها وشعبها، وأن ينعم علينا بمنجزات الخير والأمن والأمان والاستقرار .

وخزة قلم..
المنزل الذي بدون كهرباء كالجسد الذي بلا روح!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com