محمد بن سلمان الإنسان

لم أُدهش لتبرع الأمير الإنسان محمد بن سلمان، وإن كان المبلغ الذي تبرع به سموه مليار ريال، وهو مبلغ كبير لم يحدث أن تبرع به لا مسؤول ولا أحد من أثرياء هذا الوطن من قبل. وسبب عدم دهشتي واستغرابي هو يقيني أن هذا الإنسان العظيم هو أهلٌ للمعروف، ورجلُ للمكارم عنوان، وإذا أعطى أجزل، فهو لا يعترف بالفتات، ولا حتى على قد الحال يكون العطاء. بل عندما يعطي يسد الحاجة، ولا يقتنع بذلك، فيزيد فوق الحاجة حاجات.
عندما تركتُ العمل قبل حوالي اثنين وعشرين عاماً، كان سموه يبلغ من العمر 17 عاماً، أي كان سموه حينها في الصفوف الدراسية. وبطبيعة الحال، فذلك لم يتح الفرصة لي أن أتشرف بلقاء سموه، وإن كانت هذه أمنية سابقاً ولاحقاً. فقد كنت أسمع عن شخصية سموه التي كان يستنبطها كل من يفهم ويعي قدرات الرجال ومواهبهم.
ولم يخذل سموه كل من رأى في تلك الشخصية أنها ملهمة وقائدة، فعمل في كل مناصبه التي تولاها بروح القائد الفذ، بما يملكه من موهبة وقدرات متعددة، وقدم لوطنه عطاءات وإنجازات جعلت هذا الوطن يتبوأ ما يستحقه من مكانة ورفعة.
لكن، رغم عدم تشرفي بلقاء سموه أو العمل تحت إدارته، لن أنسى فضل سموه عليَّ. ولم أذكر ذلك سابقاً لأني أعرف أن سموه عندما يعطي لا يفكر بمنن وشكر، فهو يقدمه لوجه الله وتقديراً لمن يراه يستحق ذلك.
لقد مرت بي قبل خمس سنوات تقريباً ظروف مادية صعبة. وأنا أحمد الله أنني بخير كوضع عام، ولكن لا يخلو إنسان من ظروف تمر في طريق الحياة لتصعب عليه بعض الأمور، مما يجعله يتحمل أعباء مالية طارئة وتتكرر، فيضطر للجوء إلى الاقتراض من البنوك أو ممن يمون عليهم من الأصدقاء، والذين هم كثر، ولكن بعضهم أحياناً عند النائبات قليل، فلكل ظروفه. ومع الوقت تكبر هذه المبالغ، ويعجز عن سدادها، وهذا ما حصل معي في تلك الفترة.
ولم أجد بعد الله من ألجأ إليه إلا سموه الكريم. فكتبت لسموه خطاباً بهذا الحال، وكنت أأمل أن يتكرم سموه ويسد عني ذلك الدين، ولكن العشم في سموه لا بد أن لا يكون له حدود، فالكريم يأبى أن يسد الحاجة، فأمر لي سموه بمبلغ سدد الدين وزاد.
لذا، قلت لا أدهش من عطاء سموه الذي سيرفع عن كاهل الأسر السعودية العبء الكبير الذي يعانونه في توفير السكن، الذي هو حلم الأحلام.
بارك الله في سموه، وجعل كل ما يقدمه لهذا الوطن في ميزان حسناته. وأسأل الله أن يحفظه لوطنه وشعبه، رائداً وقائداً وإنساناً أحب شعبه، فبادله حباً ووفاءً وإخلاصاً.