
يخرج إلى الضوء هذا الحوار خائفاً من الحقيقه ..
قال لي صديق قريب :
تقول إحداهن :
في أول لقاء جمعنا ، كان ينظر إلي
كما لو كُنتُ الشئ الوحيد المرئي في هذا العالم.
قُلت له :
تقول إحداهن:
بعد كل الذي حدث من الحب
أصبحت الحياة لاتُطاق أمامه
كل الحديث المُلفق بالكلام العذب
تحول إلى سهام جارحة
و كل القبلات الحائرة ضاعت بيننا..
ذلك الذي أحببته كثيراً حتى أكثر من نفسي
أصبح سبباً لتعاستي طوال الوقت.
تعجب ! ثم قال :
ولو أني تنبّهتُ إلى كل تلميح
وأنْصتُّ لكل اعتراض
وأمسكتُ بكل يدٍ عابثة تستجير
وانخرطتُ في كل حشدٍ غاضبٍ
لَمَا عدتُ أعرفني.
إنني أسمو باللا مبالاة، والتروّي
والحزن الساكت الذي لا يزعزع اتّزاني
كلما احتجته لأنجو بنفسي.
أخبرته :
حتى النجاة أصبحت صعبه
أنت الذي تجازف لئلا تخسر نفسك
تدور في ذات الفلك حائراً، يضيع من عمر قلبك الكثير
و تخدش السنوات بأصابعها وجهك..
لربما لاتظهر التجاعيد إلا متأخراً
لكن روحك مشوهه بما يكفي لتكره نفسك في احيان كثيرة..
لربما الصمود احياناً يكون الحل ، لكن الوقوع الأسهل جميل
و الحزن الوافر لأيام مُريح و الوخز الثابت في الصدر يصنع الذكرى..
ذكرى أن تعود قوياً بعد كل هذا الخراب
قال متسائلاً:
مالذي زرعناه لنحصد هذا الخراب كله ؟
قُلت له:
زرعنا قلوبنا قبل عقولنا، طيبتنا قبل شرنا
رحابه صدورنا قبل ضيق مزاجنا.. نحن سبب كل مايحدث لنا
قال لي :
وكيف ننجو ووحدهم الموتى ينجون من الحياة
قُلت و بكل الحزن الوفير في قلبي :
من قال ان هناك نجاة؟
انت تحارب بما تستطيع حتى ترحل كاملاً عن هذه الحياة..
لكنك و بالأخير ترحل و قلبك كلهُ هُنا.
و للحزن بقيه..
أمل الزهراني

