إيوان مكة

قبل أن يبتلعك الأَزَل

تستيقظ من إغفاءتك

ترفع عيناك بِثقل شديد

رمشة تلو أخرى، لاشيء هنا ليبدو أشد وضوحًا من العتمة 

عائم في سائل لَزج يحيطك، يحملك بأطرافه النزقه.. تطفو داخله دونما اتجاه يأخذكإليه

مغمور حتى أقصاك كـغواصه قديمه في عُمق المحيط

لبرهة، تعتاد السكون الذي يتسرب إليك، في بادئ الأمر

ثم تجد الرفقه اللطيفه و الهدوء المُحبب

عقلك فارغ إلا من ثقله

لا تعرف التوقيت ولا الايام أو حتى الفصول لتدرك مايجري حولك

تتسع حول عزلتك، تُسرف في طمأنينتك

وبعد مضي الكثير من التفكير، و التشرنق مرة بعد مرة

يُباغتك نغم بعيد.. تسترق السمع إليه للمرة الأولى 

كأنما غيمة عبرت مُحيط رأسك و أحدثت داخله الفوضى

فوضى غريبة، خلاقة، أعاصير مُمتده لانهائيه

أشبه بالكرنفال السعيد، في صيف تموز

مأخوذًا بسلاسة الصوت و رشاقته

تلتئم جروحك واحدة بعد أخرى

عندها.. صرت إبنًا للموسيقى

و أخًا لعدد لامتناهٍ من الإخوة

******* 

على نحو غير متوقع تتراصف على هامشك الطرق و الأبنيه

الوجوه التي عَبرتك يومًا دون أن تترك أثرًا

و تلك التي غاصت إلى أعماقك، و أزهرت رديمة فُل

ظلال تسدل على المدينه.. تُمدد ساقيها لتستريح فوق رؤوس المُثقلين بالغمَّ و الحُزن

تذهب إلى أخر مَدّ، أسفل الظل الشاهق

تَصل إلى الهاوية، لـتجد عندها عِبارة ما

مُرفقه بكل الأسى الشديد

” كان يمكن أن ينجو لولا أن آماله في النجاة كانت ضئيلة، و معدومه “

حينها.. نام في كآبته زمنًا طويلًا ولم يعد حتى الآن

لربما وجد أُنسًا في وحدته

التي لايُزعجها أحد. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى