المقالات

الحرب العالمية الثالثة.. اقتصادية

كان العالم ينتظر الشرارة الأولى للحرب العالمية الثالثة من ثلاث بؤر صراع رئيسة: منطقة الشرق الأوسط، أو الحرب الأوكرانية-الروسية، أو تايوان. لكن هذه الحرب تحولت من مواجهة عسكرية إلى حرب اقتصادية، خاصة بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأت هذه الحرب الاقتصادية عندما فرض ترامب رسومًا جمركية على البضائع الصينية والكندية والمكسيكية، إضافةً إلى تهديده باحتلال قناة بنما، التي تُعدّ شريانًا اقتصاديًا تسيطر عليه الصين، وفقًا لتصريحاته. كما لوّح بفرض رسوم جمركية مماثلة على صادرات أوروبا، وصولًا إلى تهديده بفرض رسوم بنسبة 100% على الدول التي تتعامل بأي عملة جديدة تنافس الدولار الأمريكي. هذه الإجراءات دفعت الدول المتضررة إلى الرد بالمثل، من خلال فرض رسوم جمركية على الصادرات الأمريكية، ما أدى إلى اندلاع حرب اقتصادية عالمية غير متوقعة.

وقد زاد من تفاقم هذا الصراع استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة سابقًا على روسيا وإيران، إلى جانب القيود المفروضة على كبرى الشركات العالمية التي تتعامل مع الدول الخاضعة للعقوبات.

المقلق في الوضع الحالي أن تداعياته ستكون كارثية على الشعوب في المقام الأول، إذ ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل حاد، مما سيخلق أزمات اقتصادية خانقة قد تفضي في نهاية المطاف إلى اندلاع حروب إقليمية طاحنة للسيطرة على الموارد والثروات.

أما منظمة التجارة العالمية، المعنية بهذا الصراع، فمن المرجح أن تكتفي بالمراقبة دون تدخل، نظرًا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تُعدّ من أكبر داعميها، وهي تخشى أن تواجه مصيرًا مشابهًا لما حدث مع منظمة الصحة العالمية، التي انسحب منها ترامب وقطع عنها التمويل، مما أثر بشكل كبير على أعمالها وبرامجها.

في ظل هذه الظروف، ستسارع معظم الدول إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية عاجلة، وإعادة النظر في استراتيجياتها استعدادًا لما هو قادم.

• أستاذ الإعلام الدولي

د. محمد هندية

استاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى