مأسَس معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ المسارات الإثرائية الفكرية والدعوية والعلمية، وبرامج تحفيظ القرآن والإقراء، وعظَّم مسار الأئمة والمتون العلمية، وإيصال رسالة المسجد النبوي الوسطية عالميًا، وعزَّز برامج السنَّة النبوية والإرشادية والمكتبات، وإثراء تجربة الزائرين الإيمانية والإعلامية في المسجد النبوي؛ في حزمة من القرارات التاريخية؛ حظيت باهتمام بالغ وترحيب كبير محليًا وعالميًا كونها عظَّمت رسالة المسجد النبوي لتكريس التسامح والوسطية.
وجاءت سلسلة القرارات وفق رؤية مؤصلة راسخة ومسيرة علمية مباركة؛ لرسم ملامح مرحلة جديدة من مأسَسة العمل الدعوي والفكري والإثرائي في وكالة المسجد النبوي فرع المدينة المنورة؛ تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله-، كون حزمة القرارات النوعية تعدّ الأضخم نطاقًا في تاريخ المسجد النبوي، ارتقاءً برسالته، وتعظيمًا لأثره عالميًا.
وتأتي هذه القرارات تأكيدًا على عناية الرئاسة الدينية بتفعيل دور المسجد النبوي باعتباره منارةً علميةً وإيمانيةً، ومركزًا إشعاعيًا ينهل منه الزائرون والقاصدون، عبر تطوير منظومة العمل الديني، والارتقاء بالمخرجات العلمية والدعوية، وتعزيز التأثير الفكري والإثرائي.
وقد شملت هذه القرارات التي تم اختيارها بعنايةٍ فائقةٍ وتوجيهها بدقةٍ وإحكام، تكليفَ نخبةٍ من أصحاب الفضيلة العلماء وأئمة المسجد النبوي والمشايخ الأفاضل في مناصب قيادية وإشرافية إثرائية، ممن جمعوا بين رصانة العلم والفقه والخبرة القرآنية التراكمية كل فيما يخصه؛ حيث حرص معالي رئيس الشؤون الدينية على الاستفادة من هذه التجارب الإثرائية لتعضيد رسالة المسجد النبوي وقيادة المسارات الإثرائية والفكرية والتوعوية، وتشكيل فريق علمي رصين متكامل قادر على تحقيق الأهداف الإثرائية المنشودة تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة.
ونحن على مقربة من شهر رمضان المبارك؛ تتجه رئاسة الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين بقوة نحو إثراء التجربة الرقمية الدينية للحرمين الشريفين، وتجويدها؛ بما يساهم في تكامُل منظومة الخِدمات الرقمية الدينية، واستثمار التقانة، والذكاء الاصطناعي، والتطبيقات الذكية، والإعلام الرقمي، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتفعيل المبادرات النوعية، الشرعية، والعلمية، والدعوية، والتوعوية، والتوجيهية، والإرشادية؛ لإيصال الرسالة الدينية للحرمين الشريفين عالميًّا.
إن رسالة الشؤون الدينية تتركّز في الإبداع والتميّز، في تمكين القاصدين من أداء العبادات على بصيرة، في بيئة تعبّدية مثرية، فيما تتمثل خِدماتها الدينية في تعزيز القِيم المثلى، وتعظيم الحرمين الشريفين، ورعاية الآداب فيها، وتبني الإبداع والإتقان في العمل الديني.
وتهدف رئاسة الشؤون الدينية من خلال تعزيز التقانة والتطبيقات الذكية إلى تعضيد الفكر الديني الوسطي، ومواجهة الانحرافات الخلقية والفكرية، مع تنمية الوعي الثقافي الديني الأصيل، والطرح المتجدّد للإثراء المعرفي الديني، واستمرارية ارتباط المسلمين دينيًّا وروحيًّا بالحرمين الشريفين في أنحاء المعمورة.
وكما قال معالي الرئيس حفظه الله:
“في عصر التقانة لا مكان للمتأخرين، لذا وجب علينا جميعًا أن نسارع في التطوّر التقني بالحرمين الشريفين”.