في كل موسم حج تتحول المملكة العربية السعودية إلى لوحة شرفٍ عالمية يتلاقى فيها الإيمان بالتخطيط والإنسانية بالإبداع والرؤية بالحكمة. وما أعظم ما توليه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهما الله ورعاهما – من اهتمام بالغ بضيوف الرحمن، الذين شرف الله هذه البلاد بخدمتهم.
إن الجانب الصحي للحج ليس مجرد خدمة، بل هو أمانة مقدسة تحملها الدولة بكل عناية، إذ تدرك أن ملايين البشر القادمين من كل فج عميق يستحقون أقصى درجات الحماية والرعاية ليؤدوا مناسكهم في أجواء صحية آمنة.
منظومة صحية متكاملة… وإضافة نوعية هذا العام
لطالما كانت مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة مسرحاً لاستعدادات صحية جبارة، لكن هذا العام أبهرت القيادة العالم بإضافة استراتيجية مهمة:
إفتتاح وتجهيز مستشفى منى الطوارئ الجديد، كأحد أحدث المنشآت الصحية المجهزة بأحدث التقنيات والكوادر المتخصصة. فهذا الصرح الطبي ليس مجرد مبنى إنه إضافة نوعية للمنظومة الصحية المتكاملة المنتشرة في: مكة المكرمة والمدينة المنورة، مشعر منى وعرفات ومزدلفة، مواقيت الإحرام المختلفة، الطرق السريعة المؤدية للمدينتين المقدستين.
كل ذلك تحت مظلة عمل موحد تضمن الجاهزية القصوى لاستقبال حالات الطوارئ ومواجهة أي تحديات صحية محتملة خلال موسم الحج.
رؤية المملكة 2030 .. خدمة ضيوف الرحمن أولوية وطنية
لم تأتِ هذه الإنجازات مصادفة بل هي ثمرة رؤية طموحة جعلت من خدمة الحاج والمعتمر محوراً أساسياً في برامج التنمية الوطنية.
تحت مظلة رؤية المملكة 2030 تندمج الصحة العامة مع الابتكار والتخطيط الاستراتيجي ليكون كل حاج موفور الكرامة محفوظ السلامة مدلل العناية.
شكراً للقيادة الرشيدة التي وضعت خدمة الحجاج في سلم الأولويات بل جعلتها عنوان فخر ورسالة سامية للعالم كله. شكراً لكل يدٍ عملت بصمت ولكل قلبٍ نبض بحب ولكل مسؤول أدرك أن الحاج أمانة في عنقه.
• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس
