جمعان البشيري
بكل تقدير، أجدني مدفوعًا للرد على المقال المنشور في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 16 مايو 2025، والذي حمل عنوان:
«الكاتب الصحفي عبدالله الزهراني مهندس استراتيجية المقالات الساخرة»
الرابط :
https://www.makkahnews.sa/5458120.html
ذلك المقال الذي خطه يراع الكاتب القدير سعادة اللواء محمد فريح الحارثي بلغة رفيعة، وصدق مشاعر، وعمق قراءة، ليجسد فيه صورة من صور الوفاء المهني، ويقدم لنا شهادةً نزيهة في حق علم من أعلام الصحافة السعودية
أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان للكاتب القدير سعادة اللواء محمد فريح الحارثي، على مقاله الرفيع الذي أنصف به قامة صحفية بارزة، وكتب بكلماته النبيلة ما يليق بمقام الأستاذ عبدالله الزهراني، فكان مقاله شهادة من خبير، وكلمة وفاء من رجل يعرف قدر الكبار.
وبكل فخر وإعجاب، أكتب هذه الكلمات عن الأستاذ الصحفي القدير عبدالله الزهراني، الذي لم يكن يومًا مجرد كاتب عابر في ساحة الإعلام، بل كان ـ ولا يزال ـ نجمًا متألقًا في فضاء الصحافة السعودية، يشق طريقه بثبات ورؤية نحو آفاق فكرية لا يبلغها إلا أصحاب القلم الصادق والرؤية الثاقبة.
لقد أدهشني الزهراني ـ كما أدهش غيري ـ بقدرته الاستثنائية على تطويع السخرية الراقية كأداة نقدية عميقة، يتسلل بها إلى أعقد القضايا وأكثرها حساسية، دون أن يتخلى لحظة عن أناقة الأسلوب ونبل الطرح. إن مقالاته، وخصوصًا ما حمل منها طابع المفارقة السياسية مثل “ترامب الإذن الفولاذية”، لا تكتفي ببعث الابتسامة بل تفتح نوافذ من الوعي، وتدعونا إلى التأمل فيما وراء السطور.
ما يميّز الزهراني حقًا ليس فقط حسّه اللغوي العالي، بل انسجامه النادر بين خلفيته الأكاديمية المتينة وحضوره الإبداعي الطاغي، ليمنح القارئ مزيجًا لا يتكرر من الفكرة العميقة والمعالجة الذكية، بأسلوب لا يشبه إلا نفسه. لقد بات مدرسة قائمة بذاتها، يتعلم منها من أراد أن يجعل من قلمه أداة للتأثير لا للتعبير فحسب.
أكن لهذا الرجل احترامًا عميقًا، ومودة صادقة، بل لا أبالغ إن قلت إنني أتابع نتاجه بشغف من يتتلمذ على فكر ملهم، ومقال صادق النبرة، وابتسامة تكتب لا تُرسم. فله من القلب تحية، ومن القلم إشادة، ومن الذاكرة مكان يليق بالقمم
